التفكير المستقبلي، مهارة نحتاج إليها بشدة


  وجهات نظر  

التفكير المستقبلي، مهارة نحتاج إليها بشدة

أخصائي مستقبليات وثلاثة عاملين بالمتاحف يتحدثون عن
مناهج ومعارض التفكير في المستقبل

 

| الوقت التقريبي للقراءة: 24 دقيقة (4-7 دقائق لكل حوار)

 

هذه المقالة منشورة في مجموعة مقالات سبوكس Spokes بعنوان
«مراكز العلوم ومتاحفها: الماضي – الحاضر – المستقبل»
Science centres and museums: past-present-future

 

يتساءل الناس حول العالم عما قد يحمله المستقبل؛ فنتخيل، ونقلق، ونتوقع فرديًّا وجماعيًّا. مع ذلك، لا يركز سوى عدد قليل جدًا من المدارس والمؤسسات على تعليم كيفية التفكير في المستقبل. كما سنعرف في هذا المقال، لا يتعلق الأمر بالتوقعات أو بترويج أحدث الإصدارات التكنولوجية. فيمكن تطوير مهارات التفكير المستقبلي واستخدامها بشكل أنسب في التفكير في المستقبل. ويمكن أن توفر المتاحف ومراكز العلوم المنصة لهذا النوع من التفكير؛ فيمكننا أن نكون بمثابة العامل المحفز وأن نعقد محادثات مهمة تركز على المستقبل.

للتحضير لمؤتمر إكسايت السنوي اجتمع أخصائي مستقبليات وثلاثة من ممثلي المتاحف المنتشرة في أنحاء العالم لمناقشة هذا الموضوع المهم، والتخصص الجديد، وإمكانيات مراكز العلوم المذهلة. وبروح المستقبل الجماعي، حيث يمكن سماع عديد من الأصوات، قررنا محاورة بعضنا بعضًا؛ فأحضر كل منا منظور فريد إلى النقاش.

 

 من فعل ماذا: كتبت ميرديث المقدمة وأجرت الحوار مع بيتر، بينما أجرى بيتر في المقابل الحوار مع ميرديث، في حين أجرى ميكو الحوار مع كريستين، كما طرحت اللجنة التحريرية لمجلة سبوكس الأسئلة على ميكو وبعض الأسئلة الإضافية على المحاورين الثلاثة الآخرين.

 


بيتر بيشوب

المؤسس والمدير التنفيذي

تيتش ذا فيوتشر Teach the Future

هيوستن، الولايات المتحدة الأمريكية

Email | Twitter | LinkedIn

 

بيتر، تقول إنك أخصائي مستقبليات؛ فماذا يعني هذا؟

أخصائي المستقبليات (أو ممتهن الاستبصار) هو شخص يساعد العملاء (الشركات، أو الوكالات، أو حتى الأفراد) على توقع التغيرات بعيدة المدى القادمة صوبهم، والتأثير على تلك التغيرات لبناء مستقبل أفضل.

 

وما هو التفكير المستقبلي؟ وهل يختلف عن التفكير في المستقبل؟

يفكر الجميع في المستقبل أو يقلقون حياله؛ فيصبح كل فعل بغرض التأثير على المستقبل. لذلك فالكل أخصائي مستقبليات بالتعريف واسع النطاق؛ إلا أن التفكير المستقبلي يشير إلى طريقة مميزة لتوقع المستقبل والتأثير عليه، وقد بدأ ظهوره في خمسينيات وستينيات القرن الماضي، وأصبح الآن تخصصًا ناشئًا.

 

الفرق بين التفكير المستقبلي كمجال أكاديمي وممارسته مهنيًّا، وبين طريقة المستبصرين التقليديين أو المخططين في توقع المستقبل هو:

أن التوقع يعني فهم التغيير القادم والاستعداد له؛ وهو مثل الاستبصار التقليدي، إلا أنه:

  1. ذو طبيعة طويلة الأجل؛
  1. يتعامل مع التغيير في النظام كله، وليس فقط في صناعة أو مسألة واحدة؛
  1. يعي أن الريبة مهيمنة (وهذه الأيام أكثر من ذي قبل)؛ وهكذا
  1. يصف المستقبل مستخدمًا سيناريوهات محتملة متعددة، عوضًا عن تنبؤ أرجح فردي.

العمل على زيادة الفرص لمستقبل أفضل؛ وهو مثل التخطيط الإستراتيجي التقليدي، إلا أنه:

  1. طويل الأجل أيضًا («لا ينشأ شيء عظيم فجأة.» – إبيكتيتوس)؛
  1. أكثر طموحًا، ورؤية، وتحولًا؛
  1. يعي أن التعقيد أكثر شيوعًا من نتائج العلاقة الآلية بين السبب والمُسبب («كل ما يمكننا فعله هو..» ألا نفعل!)؛
  1. أكثر حذرًا فيما نفكر فيه من عواقب، ولذلك نصبح أكثر حذرًا وحرصًا في قراراتنا وأفعالنا.

 

نشأ هذا المجال في أوروبا كتخصص فكري بعد الحرب العالمية الثانية. وفي الولايات المتحدة الأمريكية، استخدم هيرمان خان السيناريوهات لأول مرة في شركة راند RAND كألعاب حربية عن الحرب النووية. أصبح المجال عامًا في الولايات المتحدة الأمريكية في ستينيات القرن الماضي مع إنشاء مجتمع مستقبل العالم بالعاصمة واشنطن في عام 1967 واتحاد دراسات مستقبل العالم في باريس عام 1971. وفي منتصف سبعينيات القرن الماضي، أنشأ جيم دايتور أول مجال أكاديمي مُكرّس للمستقبل في قسم العلوم السياسية بجامعة هاواي في مانوا، وكانت جامعة هيوستن-كلير ليك أول من منح درجة الدراسات العليا في هذا المجال.

 

  يشير التفكير المستقبلي إلى طريقة مميزة لتوقع المستقبل والتأثير عليه،  
  والتي عادت بقوة في تسعينيات القرن الماضي.  

 

تراجع هذا المجال في ثمانينات القرن الماضي لعدة أسباب، ولكنه عاد بقوة في تسعينيات القرن الماضي وفي القرن الحالي، تحت ضغط من الأحداث المضطربة المتعددة التي حدثت خلال هذا الوقت. وفي عام 1999، أنشأ كل من جيروم جلين وتيد جوردون مشروع الألفية، وهي شبكة مكونة من أكثر من 60 مركز بحث مستقبلي حول العالم. وفي عام 2002، أنشأت مجموعة من ممتهني الاستبصار جمعية المستقبليون المحترفون لممارسي المهنة؛ فتضم الجمعية الآن ما يزيد عن 500 عضو حول العالم.

 

ماذا تكون مؤسستك «علّم المستقبل»؟

أنشأت مؤسسة علّم المستقبل Teach the Future، وهي مؤسسة أمريكية غير ربحية، لدعم المعلمين وتشجيعهم على إدراج المستقبل في الصفوف الدراسية والمدارس. وقد أنشأتها بعد تقاعدي من منصب مدير برنامج الدراسات العليا في الاستبصار بجامعة هيوستن. جمعت المؤسسة مكتبة تضم أكثر من 60 مادة تعليمية يمكن تحميلها مجانًا. كذلك دعمت إنشاء كتاب تطبيق للمدارس الإعدادية عن وضع السيناريوهات، واسمه «كتاب ألعاب التفكير المستقبلي»؛ كما أنها على وشك إصدار دليل الميسر لورشة عمل للمرحلة الثانوية بعنوان «رسم مستقبلنا». وقد حددت المؤسسة أكثر من 100 معلم ممن يدرسون المستقبل حول العالم، ولديها ممثلين يعملون لتقديم مهمتها في 22 دولة وفق آخر إحصاء.

 

يريد الوالدان، والمعلمون، وغيرهم من البالغين أن يُعد الأطفال للمستقبل؛ ولكن كيف يمكننا تعليمهم التفكير في المستقبل وهو لم يحدث بعد ولا يمكن توقعه على الإطلاق؟

هذا سؤال رائع وكان يراودني أيضًا قبل أن أصبح أخصائي مستقبليات؛ ولكن السؤال مبني على افتراض أن التعليم هو إخبار الطلاب ما يجب أن يعرفوه. والتعليم أكبر من هذا، ولكن للأسف، ما يزال عديد من المعلمين يمارسونه بتلك الطريقة؛ لأنها أسهل في إطار منهج دراسي مزدحم، ولأنها الطريقة التي تعلموا بها.

إلا أن المنطق وراء سؤالك صحيح؛ فلا يمكننا إخبار الطلاب ما سيحدث في المستقبل لأننا لا نعرف. ولكن يمكننا تعليمهم أن يحققوا فيما نتوقع حدوثه، بالإضافة إلى الوصول إلى احتمالات ما قد يحدث في المستقبل. ومعرفة بعض التغيرات التي قد تحدث بالمستقبل ليس معناه معرفة ما سيحدث بالضبط، ولكنه أفضل من تجاهل المستقبل كليًّا.

 

إذا ماذا يمكننا تعليمهم فعليًّا؟

التفكير المستقبلي طريقة ممتازة لتعلم مهارات القرن الحادي والعشرين التي يطلبها رواد التعليم ورواد الأعمال وممارستها.

وتتضمن تلك المهارات:

  • البحث، على سبيل المثال لاكتساب معرفة بما يحدث حول العالم اليوم، وإلى أين يتجه العالم؛
  • منطق السبب والأثر، إلى جانب توابع التغيرات التي يمكن أن تحدث بالمستقبل وتأثيراتها؛
  • الاحتمال، أو التفكير في «ماذا لو»، واستكشاف الاحتمالات المستقبلية عوضًا عما نتوقعه مستخدمين كل من التفكير النقدي والتفكير الإبداعي؛
  • توضيح القيم، وتحديد أي من تلك الاحتمالات نفضل، وماذا تقول تلك الاختيارات عن قيمنا.

 

كيف يمكن للمتاحف ومراكز العلوم والتكنولوجيا أن تساعد في إعداد الطلاب للمستقبل؟

كما تعلمون أفضل مما أفعل، فإن المتاحف ومراكز العلوم والتكنولوجيا لديها طريقة للتعليم، والتي عادةً ما تكون أكثر مرحًا ومشاركةً من المدارس.  في تلك السلسلة من الحوارات على سبيل المثال، ستسمعون من ميرديث دوبي التي طورت معروضة «احلم بالغد اليوم» في دوسيوم بسان أنطونيو؛ فبدلًا من مجرد الاحتفال بماضيها اللامع، أعطي الطلاب بدوسيوم الفرصة للعب والتعلم عن الاحتمالات لمستقبل سان أنطونيو.

ما تزال معروضات المستقبل نادرة، ولكننا نعمل على تقديم التفكير المستقبلي لمديري المتاحف والمعارض في مؤتمر إكسايت مثلما فعلنا في مؤتمر آستك.

 

يمكن للتفكير في المستقبل أن يكون تمرينًا مسببًا للقلق؛ فكيف نتعامل مع هذا الأمر؟

أنا لست أخصائي نفسي، ولكنني أؤمن أن بعض جذور القلق هي تغييرًا يقترب لا يفهمه المرء ولديه تأثيرًا بسيطًا على السيطرة. والمستقبل مكان كبير، لذا فمن المستحيل فهمه أو السيطرة عليه كليًّا؛ ولكن مزيد من الفهم والتقنيات لعمل التغيير (التمكين، إذا أردت) يمكنها المساعدة. ويجب أن نكون صادقين، فلن تكون جميع التغيرات جيدة، ولن تكون جميع الجهود للتأثير على المستقبل ناجحة؛ ولكنها تلك مهارة فهم ما يحدث وما يمكننا فعله بشأنه إلى حدٍ ما.

 

هل تعتقد أن الأطفال والمراهقين يحتاجون إلينا في تخيل مستقبلهم حقًا؟ انظر إلى مظاهرات المناخ والإضرابات المدرسية، واستمع إلى جريتا ثونبرج: هذا الجيل المتمرد يخبرنا أننا فشلنا ويطالب بالسيطرة.

لا، هم لا يحتاجون أن «نتخيل مستقبلهم»؛ ولكنهم يحتاجون منا أن نأخذ مستقبلهم في الحسبان عندما نفعل أو لا نفعل بالحاضر. وليس مستقبلهم فقط، ولكن مستقبل عديد من الأجيال أيضًا.

 

  لا يحتاج الصغار أن نتخيل مستقبلهم؛  
  ولكنهم يحتاجون أن نأخذ مستقبلهم في الحسبان عندما نفعل بالحاضر.  

 

ولكن يصعب على الناس أن يستغلوا الوقت والموارد في الحاضر ليجعلوا مستقبلًا افتراضيًا ما أفضل. فلا يحرص الأفراد دائمًا على العادات الصحية، أو توفير المال الكافي، أو أخذ الوقت لتنمية العلاقات الشخصية؛ والسلطات لا تختلف إطلاقًا عن الأفراد. فيجب أن يتخذوا القرارات للحاضر وللأجيال القادمة، ولكن هذه مفاضلة. فالوقت والانتباه اللذان يكرسان لتحسين العالم للأجيال المستقبلية يأخذا من الوقت والانتباه اللازمان للاحتياجات الحالية التي يريدها المستهلكون والناخبون من أصحاب السلطة اليوم. إذًا، فإنها مشكلة صعبة أن نأخذ وقتًا لتوقع التغيير طويل المدى والتأثير عليه بينما لدينا كثير من الاحتياجات والمطالب التي تلح علينا في الحاضر.

 


ميريديث دوبي

نائب الرئيس المسئول عن المعارض

الدوسيوم The DoSeum

سان أنطونيو، الولايات المتحدة الأمريكية

Email | Twitter

 

ما الذي أثار اهتمامك لإقامة معرض عن المستقبل في دوسيوم؟

في عام 2018، احتفلت مدينة سان أنطونيو بذكرى مرور ثلاثمائة عام على إنشائها؛ حيث تأسست عام 1718. ومن أجل هذا الاحتفال فسرت عديد من المؤسسات الثقافية في سان أنطونيو الأعوام الثلاثمائة الماضية من تاريخ المدينة المتنوع بطريقتها الخاصة. فكان متحف دوسيوم للأطفال بسان أنطونيو في موقع فريد لاختبار المستقبل وإعادة تخيله: كيف ستكون الأعوام الثلاثمائة القادمة؟ تركنا الأطفال يقررون.

في معرضنا «احلم بالغد اليوم» يقوم متعلمونا الصغار (منذ الولادة وحتى سن الحادية عشرة عامًا) وأولياء أمورهم باستكشاف رؤيتهم للمستقبل مع الإيمان الراسخ أن الأطفال لديهم القدرة على تشكيل المستقبل. والمعرض مقسم إلى ثلاثة أقسام: «تطلع إلى المستقبل»، «كن المستقبل»، «افعل المستقبل». فيمكن للأطفال ممارسة أنشطة مثل استخدام الواقع المعزز لإنشاء مدينة مستقبلية، واستلام وظائفهم المستقبلية بناءً على الاهتمامات المختارة، والاستجابة إلى تحديات تصميمية مستقبلية في مساحة الصناعة makerspace. يقدم المعرض الإلهام لتخيل المستقبل، كما يوفر منافذ عملية للوصول إلى المستقبل.

 

ما أكثر الأجزاء تشويقًا في تطوير المعرض؟

بدأنا عملية تطوير المعرض بعملية عصف ذهني تضمنت العاملين بالمتاحف، وأخصائيي مستقبليات أكاديميين (من ضمنهم بيتر بيشوب الذي أجري معه حوار في هذا المقال)، ومعماريين محليين، ومخططين حضريين، وتقنيين.

 

  لا نضع افتراضات للمستقبل، ولكننا نساعد الأطفال على تطوير المهارات اللازمة  
  لتحقيق المستقبل المنشود.  

 

بنهاية الجلسة، أصبح من الواضح أن المعرض لا يجب أن يدور حول افتراضات نضعها للمستقبل وكيف يمكن أن يكون، بل يجب أن يساعد المعرض الأطفال على تطوير المهارات الضرورية لتحقيق المستقبل الذي يريدونه. ولقد حددنا مهارات حل المشكلات، وفهم الإجراءات والعواقب، والتنبؤ، والتعاطف. من ثم، شرعنا في إنشاء مساحة ذات خيال خصب؛ حيث يمكن للأطفال تطوير مهاراتهم.

 

هل معرض عن المستقبل نفس الشيء مثل معرض عن التفكير المستقبلي؟

لا، أنا أؤمن أن معرض عن التفكير المستقبلي في نهاية الأمر يناقش المهارات المطلوبة للعمل نحو المستقبل المنشود. بينما أن معرض عن المستقبل هو فكرة شخص أو مجموعة عما يمكن أن يكون عليه المستقبل؛ فيبدو على سبيل المثال مثل متجر أبل ويكون لدى كل شخص إنسان آلي ينظف غرفته. فأعتقد أنه غالبًا في عالم المتاحف يكون هناك «معارض مستقبلية» تصبح واجهة لتكنولوجيا اليوم؛ وأعتقد أنه أكثر تشويقًا أن نطور معروضة تدرب الزوار على التفكير المستقبلي.

 

هل لديك بيانات تقييم من المعرض يمكنك مشاركتها؟

كان المعرض رائجًا بشكل لا يصدق بين الزوار؛ فتخطينا هدفنا بحضور 181.000 زائر ووقت إجمالي خمس عشرة دقيقة بالمعرض. وقد أعطاه الضيوف درجة تعزيز صافية 81.6؛ حيث قيمه 53.4٪ من الضيوف «متفوق»، بينما قيمه 39.8٪ من الضيوف «ممتاز».

من أجل تقييمنا النوعي، تتبعنا الضيوف ورصدناهم؛ فسجلنا أي دليل على أهدافنا لتعلم التفكير المستقبلي. فكانت النتيجة هذه المرة أكثر اختلاطًا بفارق بسيط؛ حيث أظهر 15٪ من الضيوف دليلًا على مناقشة خطوة جديدة نحو مستقبلهم المنشود، وأظهر 27٪ منهم دليلًا على التعاطف. بينما ناقش 25٪ منهم التنبؤ بطريقةٍ ما، ورصد 53٪ منهم يتوقعون أو يناقشون الإجراءات والعواقب، كما أظهر 45٪ دليلًا على حل المشكلات، وأظهر 78٪ دليلًا على التمكين، وأظهر 29٪ دليلًا على التعلم القائم على الصناعة.

بيانات التقييم النوعي من معرض «احلم بالغد اليوم»

 

ندرك أنه كانت لدينا أهداف تعلم سامية حول التفكير المستقبلي لهذا المعرض؛ فنشعر بالفخر إزاء هؤلاء الذين أظهروا دليلًا على تلك المهارات المهمة. وسنستمر في العمل نحو إنشاء معارض تحقق كلا الهدفين: أن تكون محبوبة من قبل ضيوفنا، وأن تحقق أهداف التعلم التي حددناها.

 

ما التمرين أو طريقة التفكير المستقبلي المفضلة بالنسبة لك؟

واحدة من أفضل الطرق التي أؤمن بفاعليتها مع الأطفال والبالغين هي لعبة تقمص الأدوار.

 

  طريقة التفكير المستقبلي المفضلة: تقمص الأدوار  

 

في معرضنا كان الأطفال يختارون اهتمامين تتحدد من خلالهما مهنتهم المستقبلية؛ ومن ثم، وباستخدام شاشة خضراء، شجعنا الأطفال على تمثيل تلك المهنة المستقبلية. فيمكن لتصوير مجسم لناقل فضائي تشغيل روبوت في الفضاء لإصلاح مشكلة ما على مكوك فضائي؛ ويمكن لطاهي فضائي فنان أن يرحب بالناس في مطعمهم الحائز على خمس نجوم على القمر. وهناك مزيد من سيناريوهات تقمص الأدوار المعقدة للبالغين، مثل تلك التي يقدمها ستيوارت كاندي من جامعة كارنجي ميلون أو نظام استكشاف السيناريوهات لمركز البحوث المشتركة للاتحاد الأوروبي. وفي كلتا الحالتين، تقمص الأدوار هو السماح للمشاركين بالتفاعل الإيجابي في التفكير المستقبلي.

 

لماذا يجب على كل متحف أطفال أو كل متحف بصفة عامة إنتاج معروضة عن المستقبل من حين إلى آخر؟

ناقش بيتر الأهمية المذهلة لإجراء محادثة عن المستقبل؛ فهي طريقة لممارسة مهارات التعلم الخاصة بالقرن الحادي والعشرين. والمتاحف أساسًا هي البيئة المثالية لهذا النوع من تنمية المهارات، فنحن مساحات تجمع للمجتمع؛ حيث يمكننا إجراء محادثات صعبة، وتنويرية، وتخيلية عن المستقبل.

بالإضافة إلى ذلك، تحتاج المتاحف إلى التفكير في اتجاهها المستقبلي، ومستقبل المتاحف مرتبط بشكل وثيق بقدرتنا على التواصل بجدية مع المجتمع. فيمكننا أن نصبح ذوي صلة بأن نُري الناس إلى أين يريدون الذهاب ومن يريدون أن يكونوا. ورؤيتنا لمستقبل المتاحف هي أن تستمر فيها المناقشات المجتمعية؛ حيث يقودها أطفال اليوم الذين هم مواطنو الغد.

 

ما نصيحتك لمن يفكرون في تطوير معرض للمستقبل؟

نصيحتي أن يضعوا القوة بيدِ الجماهير. يحدثنا مفكرو المتاحف مثل نينا سيمون عن الصلة كونها مفتاح مستقبل المتاحف. فيمكن أن يكون شيئًا ما ذا صلة لشخص إذا كان متصلًا بالمكان الذي يريدون الذهاب إليه، أو الشخص الذي يريدون أن يصبحوه. ويمكن للمتاحف أن تكون أماكن للتجمع لإجراء محادثات صعبة، ومستنيرة، وتخيلية عن المستقبل؛ ويجب أن تكون تلك المحادثة ديموقراطية تمامًا.

 

يمكن للتفكير في المستقبل أن يكون تمرينًا مسببًا للقلق؛ فكيف يمكننا التأكد أننا صادقون بشأن التحديات القادمة، وفي الوقت نفسه نتجنب العجز ونعزز التمكين؟

أعتقد أننا يمكننا تجنب ذاك الفخ عن طريق دعوة مباشرة للعمل. فإذا زرت معرض عن تغير المناخ ولم تشعر سوى بالعجز، فيا لها من فرصة ضائعة! وبصفتنا متاحف يمكننا تقديم التحديات القادمة ولكن لا يمكننا فرضها؛ فنريد توفير اتصالًا إنسانيًّا حتى يؤمن بنا الزائر، ومع هذا الإيمان، يمكننا تقديم حلول. واحدة من الطرق التي اعتمدناها في ذلك كانت «بطاقات الدعوة إلى العمل»، وكانت بطاقات بسيطة يمكن للضيف الحصول عليها في نهاية المعرض كخطوة أولى نحو مستقبلهم المنشود. ويمكن أن تكون هناك موارد مثل برنامج فن محلي يستخدم جميع المواد المعاد تصنيعها أو معلومات عن المشاركة بالسياسة المحلية. وأعتقد أنه من المهم أيضًا الحصول على لحظات من المرح في جميع المعارض؛ فكان لدينا مزلاق في معرضنا! هذا يساعد كثيرًا.

 

هل تعتقدي أن الأطفال والمراهقين يحتاجون إلينا في تخيل مستقبلهم حقًا؟ انظري إلى مظاهرات المناخ والإضرابات المدرسية، واستمع إلى جريتا ثونبرج: هذا الجيل المتمرد يخبرنا أننا فشلنا ويطالب بالسيطرة.

لا، فهم متمكنون تمامًا من هذا؛ دورنا الوحيد هو إعطائهم المنتدى. امنحهم المساحة والمنصة وهم سيتعاملون مع الموقف!

 


ميكو مايليكوسكي

مدير الخبرات

هيوريكا - مركز العلوم الفنلندي Heureka - The Finnish Science Centre

فانتا، فنلندا

 

ميكو، لقد طورت مؤخرًا معرضًا عن المستقبل يدعى «سبعة أشقاء من المستقبل»؛ هل يمكنك البدء بتلخيص أهدافه، وموضوعه، وكيف يعمل؟

هدف المعرض هو إلهام النقاش للتحدث عن المستقبل. ولحث النقاش ودعمه، اختلقنا قصة عن سبعة أشقاء يؤسسون مجتمعًا جديدًا في بلدتهم الأم، ولكن ينتهي بهم المطاف يتجادلون حول كيفية تنظيم الطعام، والإسكان، والزحام، والتعليم، إلخ.  وباستخدام نظرية خبير علم النفس الاجتماعي شالوم هـ. شوارتز عن القيم العالمية، يجسد كل واحد من الأشقاء قيمة واحدة؛ مثل: الإنجاز، أو الخير، أو المتعة، إلخ. فيدعى الزائر لمساعدة الأشقاء؛ حيث يمكنه أن يقرر في كل معروضة بالنيابة عن الأشقاء ما الذي عليهم فعله في موقف معين، مثل تخطيط ناطحة سحاب أو اختيار الشخص الذي يواعدونه. وتسجل التفاعلات بواسطة سوار RFID، وفي نهاية المعرض يكتشف كل زائر من هو «شقيق روحه» وكيف سيبدو مستقبل فنلندا وفقًا لاختياراته.  في النهاية، يدور المعرض حول القيم وراء قراراتنا.

 

  معرض عن الاختيارات والقيم التي تحركها  

 

لا يدور هذا المعرض حول السيارات الطائرة؛ فهو ليس عن التكنولوجيا. إنه معرض عن مستقبلنا المنشود؛ فيلمس مخاوفنا وأحلامنا، أي أنه عن التفكير المستقبلي: إلى أين نريد الذهاب وكيف يمكننا الوصول إلى هناك.

 

ما هو النهج الذي استخدمته عند تطوير المعرض؟

منذ البداية، كان لمدير المشروع فيسا ليبيستو الذي درس علم المستقبل رؤية واضحة جدًا مفادها أن المعرض يجب ألا يكون عن التكنولوجيا، وأنه يجب أن يدور حول اختياراتنا، حول مستقبلنا البديل. كان أحد مصادر إلهامه زيارة معرض «هويات حرب النجوم»؛ حيث يمكن للزائر الترابط مع واحدة من شخصيات الملحمة.

 

  طريقة التفكير المستقبلي المفضلة: لعبة البطاقات «شيء من المستقبل»  

 

في بداية عملية تطوير المعرض، استخدمنا لعبة البطاقات «شيء من المستقبل»؛ فهي سريعة وملهمة وفي بعض الأحيان مضحكة للغاية، ولكنها دائمًا تتركك مع فكرة أن العالم يتغير وأننا نغير العالم. ولقد جعلنا عالم المستقبل يلعب حتى نساعد في توليد أفكاره حول «الخيال العلمي اليومي».

 

هل يمكنك إعطاءنا مثالًا آخر عن منهجية التفكير المستقبلي التي استخدمتها في المعرض أو حوله؟

قدمنا نشاط مساحة الصناعة MakerSpace للشباب عن مستقبل العمل؛ فأخبرنا المشاركين أنهم سيحصلون على مهن غير موجودة اليوم. من ثم تخيلوا وظائف جديدة واخترعوا أدوات لتلك المهن المستقبلية، وطبعت بعض تصاميم الأدوات بطابعة ثلاثية الأبعاد في نهاية الجلسة؛ بحيث تستطيع مجموعة الورشة التالية استخدام الأدوات والمهن من الورشة السابقة لإلهامهم.

 

كما قلت، المعرض مبني على قطعة شهيرة من العلوم الاجتماعية: عمل شوارتز على القيم. لم اخترت هذه الزاوية والنقطة المرجعية؟

تتغير القيم ببطء؛ ولهذا السبب لديها تأثيرًا هائلًا على مستقبلنا، ويجب أخذها بعين الاعتبار. نموذج القيم قدم لنا فرصة رائعة لتجسيد تجربة المعرض، ولربط عقل الزائر بالاختيارات المتاحة أمامنا.

 

ماذا يُظهر تقييم معرض الأشقاء السبعة؟

كان الوقت الذي يقضيه الزائرون بالمعرض أطول من المعتاد: فأمضى 40٪ من الزوار أكثر من ساعة هناك. وكانت نسبة رضاء الزوار أعلى قليلًا من متوسط الوقت الطويل (4.1 / 5.0 مقابل 3.9). كانت الرسالة الأساسية عن قيمنا الكامنة وراء قراراتنا التي تؤثر على المستقبل مفهومة على نطاق واسع أيضًا، وكانت أكثر شقيقة روح رائجة بين زوارنا هي جوليا، وهي الشقيقة الباحثة عن الأمان، يليها أخويها: أوفو الطموح وتينو الخيّر.

 

يمكن للتفكير في المستقبل أن يكون تمرينًا مسببًا للقلق؛ فكيف تأكدت أنك صادقًا حيال التحديات القادمة وفي نفس الوقت تعزز التمكين؟

لقد قررنا بحذر وعبرنا عن أن المعرض يجب ألا يكون بائسًا؛ فقد أردنا أن نلهم ونمكّن.  ولكننا أخذنا تغيير المناخ عاملًا صلبًا؛ فلا يمكن تجنبه بعد الآن، وربما يمكن حمايته، ولكننا سنضطر غالبًا إلى التكيف معه. إذا كانت هناك غاية، فهناك وسيلة... أو عدة وسائل ممكنة. والمعرض لا يُخبر المستقبل، إنما يدعو المشاركين ليتفكّروا، ويجرون حوارًا، ويفعلوا.

 


كريستين ألفورد

مدير

مود MOD.

جامعة جنوب أستراليا

آديلايد، أستراليا

Twitter

 

كريستين، ما هو مود؟

مود هو المتحف الأسترالي الرائد في التركيز على المستقبل. فنحن نثير أفكارًا جديدة حيث تتقاطع العلوم، والفن، والابتكار؛ لإلهام البالغين الصغار لإنشاء فرص عمل تدعم مستقبل مزدهر وعادل ومستدام في سياق سريع التغير. نحن جزء من جامعة جنوب أستراليا، وافتتحنا في مايو 2018؛ فنعمل مع باحثين، وطلاب، وفنانين، وتقنيين مبدعين لتقديم معرضين بالسنة.

 

هل معرض عن المستقبل هو نفسه معرض للتفكير المستقبلي أو عنه؟

أنا أميل لتفضيل التفكير المستقبلي عن تكهنات المستقبل؛ ولكننا في الحقيقة نأمل أن نحقق الاثنين. أحد أهدافنا هو عرض البحث حتى يتمكن زوارنا من أخذ لمحة عن الموضوعات التي يحقق فيها. وبالطبع، ما نختار التحقيق فيه سوف يوجه حلولًا للمستقبل في مجالات مثل الرعاية الصحية والتكنولوجيا؛ هكذا، فنحن نتوقع جوانب من المستقبل. هدفنا الرئيسي هو مساعدة الشباب على تتبع مستقبلهم وأن يحصلوا على الإلهام من فرص العمل المستقبلية. وفي حين أننا لا نقدم معروضات عن التفكير المستقبلي، إلا أننا نقوم بتأصيل تلك القدرة عند تصميم المعروضات للتأثير على الزوار.

 

إنشاء متحف كامل حول المستقبل هو أمر محفوف بالمخاطر؛ فليس هناك ما يبلى أسرع من المستقبل. كيف تفاديتم ذلك؟

نحن لا نعرض مجموعة مقتنيات ولا نقيم معارض دائمة؛ بل تتغير معارضنا كل ستة أشهر. وهذا يعني أننا نبرز ما يجري الآن من أبحاث؛ لذا فإن المستقبل الذي نستكشفه يكون دائمًا أمامنا.

 

الفئة العمرية من سن الخامسة عشر فيما فوق حتمًا تشكل تحديًّا؛ فهل وصلتم إلى جمهوركم المستهدف؟

أكثر من 30٪ ممن يستجيبون لاستبياننا هم من تلك الفئة العمرية، كما يأتي إلينا كثير من مجموعات البالغين الصغار الذين يتجولون مع أصدقائهم، وهذا ما كنا نأمله. كذلك نستقبل زيارات المجموعات المدرسية والمجتمعية التي نأمل أن تعطيهم مقدمة جيدة حتى يعودوا ليستكشفوا أكثر.

ويصعب الوصول إلى الشباب غالبًا، لأن وسائطهم الإعلامية مشتتة ويتشاركها النظراء، كما أن هناك أشياء أخرى كثيرة تشغل وقتهم، مثل الدراسة، والرياضة، والموسيقى، والعمل بدوام جزئي. فأقمنا فعاليات تصميم مشترك شهرية استعدادًا للإطلاق، وشكلنا مجلس استشاري شبابي لضمان توافق التصميمات مع احتياجات هذا الجمهور. كذلك نختبر أفكارنا ومعداتنا بانتظام مع الشباب، وهو ما يفيدنا ويساعد على توليد شعور بملكيتهم للمكان؛ كما نطور طريقة اندماجنا مع الشباب من خلال مدارسهم وجامعاتهم حتى نفتح الطريق لمشاركات أكثر في تصميم المعارض والبرامج.

 

ما التمرين أو طريقة التفكير المستقبلي المفضلة بالنسبة لك؟

الطريقة التي أعود إليها دائمًا في مود هي «مخروط المستقبل»، والتي قدمها لي لأول مرة جوزيف فوروس.

 

  طريقة التفكير المستقبلي المفضلة: مخروط المستقبل  

 

مملكة المستقبل المعروض والمحتمل ترتبط جيدًا بالبحث الذي قد يشكل المستقبل، ويسمح لنا المستقبل المنافي للعقل بتحدي سياق هذا البحث.

 

مخاريط المستقبل.

Reference: Voros, J 2017, ‘Big History and anticipation: Using Big History as a framework for global foresight’, in R Poli (ed.) Handbook of anticipation: Theoretical and applied aspects of the use of future in decision making, Springer Inte

 

من أجل معرضنا الأخير «شن السلام»، استكشفنا ما إذا كان من الممكن أن نحارب بعنف من أجل السلام وكيف يمكننا تصميم الأنظمة، والتكنولوجيا، والبنية التحتية وفقًا لذلك. تضمن المستقبل المحتمل والقريب استخدام واقع معزز في التصميم والطريقة التي تمكن الخوارزميات من الاستمرار في تشكيل معلومات. وجاء المستقبل المنافي للعقل من خلال مشروع مدرسي؛ حيث صمم الشباب آلات للسلام، والتي تضمنت كل شيء بدايةً من مدافع المياه للاستدامة، وصولًا إلى نظارات لمساعدة العلاقات الخالية من النزاعات. فيساعد مخروط المستقبل دائمًا في تحديد لماذا وكيف قد نريد التفكير في المستقبل.

 

حاليّا تنشئون نسخة أسترالية من معرض «الأشقاء السبعة» الخاص بهيوريكا، والذي يتعامل مع مستقبل فنلندا؛ فهل هذا الأمر منطقي؟

لقد كان منطقيًا بالنسبة لي آنذاك! لم أذهب إلى هيوريكا أو هيلسينكي من قبل، ورأيت أن «سبعة أشقاء من المستقبل» كان واحدًا من أفضل أعمال الاستبصار التي رأيتها، خاصةً في سياق مركز العلوم. ففكرت أن هناك وسائل لتطبيق شخصيات الأشقاء والبيئة المحلية، وأن هناك مساحة لإضافة جوانب من البحث الأسترالي الذي قد يشير إلى مستقبل التنقل أو مستقبل الطب الشخصي. كذلك ساعدنا العمل مع فريق هيوريكا في الأخذ في الاعتبار التطوير وتقييم الجمهور أثناء التفكير خلال عملية التطبيق. وليس لدينا اتصال عميق بالسرد الأساسي لرواية «سبعة أشقاء»، والتي قد تكون قريبة من الجمهور الفنلندي، كما أن هناك بعض العوامل والمراجع التي تطلبت زيادة تفكير بعض الشيء؛ ولكن في مجمل الأمر، أعتقد أن هذا سردًا منطقيًّا بالنسبة لنا معشر البشر بصفة عامة حيث نتشارك الاهتمام بالمستقبل. ونحن متحمسون كثيرًا لرؤيته تدب فيه الحياة.

 

يمكن للتفكير في المستقبل أن يكون تمرينًا مسببًا للقلق؛ كيف نتجنب هذا؟

واحدة من أفكار الاستبصار التي لطالما عدت إليها عند تصميم معرض ما هي تطبيق نظرية الأمل لتشارلز ر. سنايدر، والتي عرفتني بها لأول مرة روينا مورو. فيتطلب الأمل صورة إيجابية وتشاركية للمستقبل لنتطلع إليه، وكذلك الشعور بالملكية والقدرة على إيجاد مسارات متعددة. وهناك عديد من التوقعات السوداوية المكتوبة لجمهور الشباب، إلا أن هذا النوع من التوقعات مدى فائدته في تحفيز الناس للعمل قصير جدًا. في مود، قد تكون معارضنا مليئة بالتحديات، أو غريبة، أو حادة، ولكنها مصممة لتبث الأمل، ولتعطي جمهورنا لمحة عن مستقبل قد يودون المساهمة فيه.

 

هل تعتقدي أن الأطفال والمراهقين يحتاجون إلينا في تخيل مستقبلهم حقًا؟ انظري إلى مظاهرات المناخ والإضرابات المدرسية، واستمع إلى جريتا ثونبرج: هذا الجيل المتمرد يخبرنا أننا فشلنا ويطالب بالسيطرة.

هناك أصوات متزايدة، ولكن هناك قلق أيضًا. لقد كنت ناقدًا لحركات المناخ التي فشلت في توفير صور باعثة على الأمل لمستقبل «ما بعد المناخ» عوضًا عن إنشاء «منصات حارقة» للكوارث الطبيعية وفقدان التنوع البيولوجي. فتلك الكوارث تدفع الناس للعمل، ولكن لفترات قصيرة من الزمن فقط حتى يصيبهم الإنهاك. ولشيء بهذه الجدية فنحن بحاجة لإجراء مستدام؛ فعلينا أن نسعى جاهدين لتحقيق أمر باعث للأمل. نحن بحاجة لأن نكون قادرين على رؤية مصادر الطاقة المتجددة، وإدارة المياه، وحماية التنوع البيولوجي؛ ونحتاج لرؤية مستقبل العمل، يتجاوز فكرة استحواذ الذكاء الاصطناعي والروبوتات على الوظائف، كما نحتاج لرؤية مستقبل رقمي يتخطى المراقبة والأخبار الزائفة.

 

  نحن مجبرون على السعي وراء الأمل  

 

الأمل لا يبيع الصحف أو الإعلانات، ولكن أعتقد أننا ملزمون بالسعي جاهدين إليه؛ ومود جدير بفعل هذا لجمهورنا من الشباب.

 


الزوار يحددون اهتمامين لتوليد وظيفة مستقبلية محتملة. تصوير الدوسيوم

الزوار ينزلقون إلى المستقبل في معروضة «الانزلاق عبر حقل الفواكه» بواسطة فريق المختبر. تصوير الدوسيوم

مدخل معرض «سبعة أشقاء من المستقبل». تصوير هيوريكا

الزوار يمثلون وظائفهم المستقبلية باستخدام شاشة خضراء. تصوير الدوسيوم

ألعاب السلام في مود. تصوير دانيال ماركس

«مناظير» لرؤية المملكة الحيوانية الفنلندية المستقبلية
تصوير أنينا نيسينين - هيوريكا

أوربيتوبيا في مود. تصوير دانيال ماركس

عمليات النوم في مود. تصوير دانيال ماركس

 


نُشر المقال الأصلي باللغة الإنجليزية في العدد رقم 52 (مايو، 2019) من مجلة «سبوكس» Spokes الإلكترونية التي تصدرها رابطة مراكز ومتاحف العلوم الأوروبية Ecsite تحت عنوان: «التفكير المستقبلي» Futures Thinking، ويمكنكم الاشتراك مجانًا في مجلة «سبوكس» من هنا.

قامت رابطة المراكز العلمية بشمال أفريقيا والشرق الأوسط NAMES بترجمة المقال ونشره باللغة العربية بتصريح من رابطة مراكز ومتاحف العلوم الأوروبية ومن المؤلف/المؤلفين، وتتحمل NAMES مسئولية هذه الترجمة.

لا يجوز إعادة إنتاج هذا المحتوى، سواء بالإنجليزية أو العربية، بأي شكل من الأشكال، دون الرجوع إلى رابطة مراكز ومتاحف العلوم الأوروبية Ecsite.