لماذا يريد شركاؤك التجاريون مزيدًا منك؟


حوارات أجرتها:

ركيل دا كونها
مسئول الاتصالات والفعاليات
رابطة مراكز ومتاحف العلوم الأوروبية «إكسايت»
Ecsite
بروكسل، بلجيكا

Twitter Email | LinkedIn

حوارات أجرتها:

بترولا بتروبولوس
متدربة اتصالات وفعاليات
رابطة مراكز ومتاحف العلوم الأوروبية «إكسايت»
Ecsite
بروكسل، بلجيكا

Email LinkedIn


  وجهات نظر  

لماذا يريد شركاؤك التجاريون مزيدًا منك؟

مواءمة المهام والإبداع التشاركي يكتسبان زخمًا ويتشاركان سبع مجالات مهنية.

 

| الوقت التقريبي للقراءة: 20 دقيقة (3-4 دقائق لكل حوار)

 

هذه المقالة منشورة في مجموعة مقالات سبوكس Spokes بعنوان «التسويق والشراكات» Marketing and Partnerships

 

هل ينتابك كثيرًا الشعور بأن شركاءك التجاريين الذين سعدوا سابقًا لإعطائك المال مقابل وضع شعارهم في محل عملك، أصبحوا الآن يريدون أكثر من ذلك كثيرًا؟ هل بدأوا في مطالبتك بتنظيم فعاليات وتصميم برامج تتناول منتجاتهم ومحتوياتهم؟ هل أصبحوا فضوليون بشكل متزايد حيال معارضك، بل ويقترحون مشاركتك في ابتكارها؟

لقد شعرت لجنة تحرير مجلة سبوكس أنه حان الوقت للتوغل في تلك الظاهرة والتحقيق فيما إذا كان الشركاء من القطاع الخاص بالفعل يغيرون من استراتيجية رعايتهم، ويأخذون أولى الخطوات نحو نهج شراكة أكثر تعمقًا لربما يكون مرتبطًا بواجبات مسئولياتهم الاجتماعية.

فبدأنا رحلتنا بالتحدث مع جوانا كالينوسكا من مركز علوم كوبرنيكوس في وارسو ببولندا، وسألناها كيف تتطور شراكاتهم على مر السنوات؟ وقد أكدت شكوكنا؛ فتعاونهم مع الشركاء التجاريين قد أصبح أكثر تفصيلًا. عرفتنا جوانا بماجدالينا اولبورسكا، شريكتهم من شركة سامسونج؛ فأخبرتنا ماجدا عن اتصالهم الخاص بكوبرنيكوس ولماذا تقوم الآن شركات مثل سامسونج بتطوير البرامج مع مراكز العلوم. وقد كنا مهتمين بقوة تأثير المسئوليات الاجتماعية على كيفية اختيار الشركات لشركائها؛ لذلك تواصلنا مع صوفي ويسبرن-اوفراكر، والتي كانت جزءًا من جلسة ملهمة في مؤتمر إكسايت لهذا العام حول العلامات التجارية ذات المقاصد الهادفة. فأوضحت لنا صوفي كيف تساعد الشركات في العثور على مقاصد ذات معنى، وأخبرتنا بشكل مفصل عن معاييرها التوجيهية لإنشاء شراكات تحمل إمكانية إحداث تأثير إيجابي لعالم أفضل وأكثر استدامة. فوجهتنا إلى شركة السجاد «إنترفيس» التي استهدفت مقصدًا طموحًا بأن تصبح دائرية الإنتاج بشكل كامل بحلول عام 2020. وقد تمكنا من التواصل مع جين فان أركيل، رئيس التنمية المستدامة في إنترفيس، ما بين رحلتي قطار؛ فشرحت لنا عبر الهاتف كيف تساعد المتاحف شركتها في نشر قيمة المحاكاة الحيوية (نهج للابتكار يبحث عن حلول مستدامة عن طريق محاكاة الطبيعة) في تصميم المنتجات ونماذج الأعمال الملهمة. أخيرًا، لجأنا إلى راعي المؤتمر الخاص بنا «أرخميدس»، فسألناهم عن نصائحهم للتعاون المثمر. فكانت كل من كريستينا رولمان وكاتارينا لودرشتات واضحتين جدًا في رسالتهما: لقد حان الوقت للشروع في الإبداع التشاركي بشغف. ويعد أسلوب عملهما مع متحف الاتصالات في فرنكفورت نموذج ملهم على كيفية جمع نقاط قوتهم معًا لإقامة معرض مبتكر.

من الواضح أن نماذج الرعاية التقليدية تتحول سريعًا إلى شراكات مربحة وذات قيمة لجميع الأطراف. فقد حان الوقت لإلقاء نظرة فاحصة وناقدة على تعاوناتك الحالية: هل تتوافق قيمك حقًا؟ هل تستفيد لأقصى درجة من مهارات شركائك لتحقيق مهام الطرفين؟ هل تجتمعون في كثير من الأحيان وتبقون على اطلاع بجداول أعمال بعضكم البعض؟ بدأت الشركات التجارية في اتخاذ إجراءات للوصول إلى بعض أهداف التنمية المستدامة؛ فإلى جانب قوتها المالية ومحتوياتها ومنتجاتها المبتكرة، يمكنها أن تصبح شركاء ذوا قيمة. وهم بحاجة إلينا، نحن المتخصصون في مشاركة العلوم؛ فيحتاجون أماكننا الجميلة، والعاملين المبدعين والمخلصين، والخبرة في تطوير المعارض... وسوف يدعموننا، إذا دعمناهم، وإمكانات هذه التصادمات غير محدودة!



جوانا كالينوسكا

مدير التطوير

مركز كوبرنيكوس العلمي

وارسو، بولندا

Twitter LinkedIn | Email

 

جوانا، أنت مدير التطوير في مركز كوبرنيكوس للعلوم ولديك جهات راعية كثيرة المتطلبات؛ فما الذي يصلح وما الذي لا يصلح في نماذج الرعاية الحالية؟

لقد انتهى عهد الرعاية بتقديم المال مقابل وضع شعار الجهة الراعية في مكان العمل؛ فلدينا عشر جهات راعية وجميعها تريد أن تكون مميزة وتطلب فرصة فريدة لعرض منتجاتها أو أنشطتها في مركز العلوم الخاص بنا.

ولنجعل هذا ممكنًا، نتبع نُهُج مختلفة؛ فقد نبذل الجهد لابتكار مشروع صغير خصيصًا للراعي، ولكن على الأرجح نحاول تقديم منتجه من خلال خطة عمل موجودة بالفعل.

لإعطائك مثالًا على النهج الأول، فقد تعاوننا مع شركة سامسونج لتطوير أربع معروضات حول موضوع النقاط الكمية. والنقاط الكمية جسيمات دقيقة للغاية لها خصائصها البصرية والإلكترونية؛ فأرادت شركة سامسونج أن تبرز مدى أهمية استخدام معرفة النقاط الكمية في تصنيع أجهزة التلفزيون. وكان كوبرنيكوس بالطبع أكثر اهتمامًا بتغطية مزيد من الزوايا حول موضوع أوسع؛ لذلك قررنا إنشاء معرض حول الضوء، وكان التلفزيون جزءًا صغيرًا منه.

 

عادة لا يتفق الجمهور مع تأثير الرعاة على محتويات المعارض؛ فكيف تأخذون ذلك في الاعتبار عندما تتعرضون للضغوط من قبل الجهات الراعية لعرض منتجاتها أو برامجها؟

نحاول أن نجعلها جيدة لكلا الطرفين؛ فنبحث عن مشروعات مثيرة لاهتمام الجمهور ومرضية للراعي في ذات الوقت، وهذا هو التحدي الأكبر في التعاون مع شركائنا. فنحاول إظهار جوانب من عمل الجهات الراعية للجمهور والتي لا تظهر عادةً في اتصالاتها اليومية، مثل التقنيات أو العلوم الخفية وراء منتجاتها؛ إلا أن هناك دائمًا قليل من التنازل.

 

تبدأ بعض المؤسسات في ابتكار المنتجات بشكل تشاركي مع الرعاة؛ فهل هذا شيء يفعله كوبرنيكوس أيضًا؟

أجل؛ في الواقع، أعتقد أن هذا هو مستقبل الشراكات مع الجهات الراعية. وقد كنت خائفة ومتشككة جدًا في بادئ الأمر، ولكن الآن بعد أن قمنا بذلك، فأنا متحمسة جدًا للتجربة برمتها.

 

  الابتكار التشاركي هو مستقبل الشراكة مع الرعاة  

 

لقد بدأنا شراكة مع «موجي بامبينو»، وهي شركة بولندية توزع المواد على المدارس؛ فنبتكر مجموعات تعليمية مختلفة (كانت الأولى تتعلق بالمياه، وستكون الثانية عن الهواء) ويبيعونها للمدارس. ولكن سرعان ما أدركنا أن المعرفة القيمة للشركة حول الإنتاج والتجزئة كانت ذات صلة بالفعل في مرحلة التطوير؛ فستكون المجموعة التالية تعاون كامل. لقد كانت حقًا تجربة رائعة!

 

تعاون كوبرنيكوس وموجي بامبينو لابتكار مجموعة تعليمية لجماهيرهما بشكل تشاركي.

 

ألا تخشين إذا ربطت العلامة التجارية الخاصة بالمركز العلمي بالمنتجات التجارية ألا تؤخذ على محمل الجد بعد ذلك؟

علامتنا التجارية ثمينة وتحتاج إلى الحماية؛ ولهذا السبب لا ندعم أو نطور سوى المنتجات التي تتماشى مع مهمتنا وخبرتنا.

على سبيل المثال، يصنع موجي بامبينو أيضًا لوحات صوتية للمدارس؛ وبصفتنا شركاء في مشروع آخر حيث نشكل نحن الاثنان شريكين في ائتلاف تجاري، فقد طلب من كوبرنيكوس البحث في شأن هذه اللوحات وإعطائها ختم الموافقة عليها. ونحن نعرف المنتج ونعلم أنه جيد، ولكننا لسنا خبراء في الصوتيات؛ لذلك رفضنا هذا العرض، وبالطبع خلق هذا بعض التوتر يصعب إبقائه بعيدًا عن التعاون الرائع لإنتاج المجموعات التعليمية. ولكننا بحاجة إلى الحفاظ على تركيزنا؛ فكانت المحادثات والتفسيرات المطولة كافية للحفاظ على شراكة صحية تفيد كلًا الطرفين.

كذلك كان هناك تعاون آخر منذ وقت ليس ببعيد حيث كنا بحاجة أيضًا إلى توضيح مجال خبرتنا. فقد طلبت منا شركة روش، وهي شركة أدوية رفيعة المستوى، أن نساهم في برنامج مسئولية تجارية اجتماعية جديد، والذي كانوا يطورونه للأطفال الذين هم بحاجة للخضوع إلى علاجات طبية تتطلب البقاء لساعات طويلة بالمشفى على مدار عدة أسابيع أو سنوات. فطلبوا منا أفلام تعليمية يمكن للأطفال مشاهدتها على شاشة التلفزيون، ولكن كان علينا أن نكون صادقين وأن نوجههم إلى محتوى أفضل، مثل تيد-إد وغيره؛ فابتكرنا محتويات سيناريوهات واقع افتراضي تعرض تجارب بيولوجية على التلألؤ الحيوي. بالنسبة لنا، لم يكن مشروعًا كبيرًا، ولكن الرعاة كانوا سعداء جدًا بمساهمتنا في برنامج المسئولية الاجتماعية للشراكات.

 

بالعودة إلى المشاركة في ابتكار ألعاب وبرامج تعليمية تجارية مع الرعاة، لماذا تعتقدين أن هذا هو المستقبل؟

من ناحية، تأتي إلينا مزيد ومزيد من الشركات مقترحةً هذا النوع من الشراكة؛ ومن ناحية أخرى، أرى عديد من العائلات ذات رأس المال العلمي العالي على استعداد لاستثمار كثير من المال في الألعاب التي ستكون أكثر من مجرد ترفيه لأطفالهم.

تأتي الشركات إلينا لأنها تعرف أنه ليس لدينا المعرفة العلمية فحسب، بل أيضًا الخبرة في تطوير المعروضات التفاعلية والترفيهية والتعليمية.

 

  يعزز الابتكار التشاركي علامتنا التجارية  

 

من خلال المشاركة في ابتكار هذه المنتجات أو البرامج نصل إلى عديد من الأهداف؛ فننشر علامتنا التجارية، ونبتكر شيئًا جديدًا وتعليميًا يمكنه الوصول إلى الأشخاص خارج مكان عملنا، ونحصل على الأموال التي نحتاج إليها لتطوير مزيد من البرامج التعليمية. وهذا مثير للغاية، وجديد؛ فعلاوة على ذلك، نحن نتعلم كثيرًا عن سوق التعليم والنفوذ والقوة التي تتمتع بها علامتنا التجارية في ظروف السوق الصعبة هذه. وتولد جهودنا في الابتكار التشاركي كثير من فرص التمويل الجديدة، ولكن يجب أن أقول: هذا ليس دافعنا الرئيسي. فالابتكار التشاركي يعزز علامتنا التجارية ويساعدنا على بناء علاقات خلاّقة ومنتجة مع شركائنا، وهذا أمر ثمين.


ماجدالينا أولبورسكا

مدير القيمة المشتركة والشراكات

إلكترونيات سامسونج ببولندا

وارسو، بولندا

Twitter LinkedIn | Email

 

ماجدالينا، هل يمكنك تقديم نفسك؟

أنا مديرة القيمة المشتركة والشراكات بشركة إلكترونيات سامسونج في بولندا. وبصفتها شركة رائدة في مجال التقنيات الجديدة، تدعم الشركة تطوير التعليم؛ فبرنامج كودينج ماسترز (رواد التشفير) الخاص بنا يجعلنا أول من بدأ ودعم تدريس البرمجة في المدارس البولندية. ونركز الآن على تحسين كفاءات رواد الأعمال المستقبليين؛ فنبني شبكة من حاضنات الشركات الناشئة في شرق بولندا. هذه هي مساهمتنا في استراتيجية التنمية المستدامة التي اعتمدتها الحكومة البولندية، والتي تهدف إلى إزالة الاختلافات في التنمية الاقتصادية بين الجزأين الشرقي والغربي من البلاد. كذلك أنا مسئولة عن الشراكات، بما في ذلك تلك التي نكونها مع مركز علوم كوبرنيكوس.

 

تتشارك شركة سامسونج ومركز كوبرنيكوس العلمي في إطار اتصال خاص للغاية؛ فكيف تطور هذا التعاون على مر السنين؟

بالفعل، مركز كوبرنيكوس حليف مهم لنا منذ عام 2010، ونحن فخورون جدًا بهذه الشراكة طويلة الأمد؛ لأننا نعتقد حقًا أن مركز العلوم هذا هو مكان رمزي بالنسبة لبولندا. بني تعاوننا سابقًا على نموذج رعاية تقليدي؛ حيث كنا نمول مركز العلوم مقابل الظهور. ولكن سرعان ما تطور شكل التعاون بيننا ليصبح شراكة أكثر ديناميكية نحو هدف مشترك، وهو إرضاء زوارنا.

كان عام 2014 عامًا مهمًا بالنسبة لشراكتنا؛ حيث أطلقنا معًا منطقة كودينج ماسترز (رواد التشفير)، وقد كانت أول منطقة متاحة للجمهور حيث يمكن للجميع تعلم أساسيات البرمجة مجانًا. فخلال فصول مدتها 30 دقيقة يمكن لزوار مركز كوبرنيكوس، تحت مراقبة مدربي كودينج ماسترز، إعداد مشروعاتهم الأولى بسكراتش Scratch، وهي لغة برمجة مجانية طورها معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT). وقد قدمت شركة إلكترونيات سامسونج التكنولوجيا والأثاث والتدريب، بينما وفر مركز كوبرنيكوس المساحة واهتم بالجانب التواصلي والترويج للبرنامج.

 

بالتعاون مع مركز كوبرنيكوس، أطلقت شركة سامسونج منطقة كودينج ماسترز (رواد التشفير)، وهي أول منطقة متاحة للجمهور
حيث يمكن للجميع تعلم أساسيات البرمجة مجانًا.

 

في الآونة الأخيرة، وبالاشتراك مع علماء من مركز كوبرنيكوس العلمي، شاركنا في إنشاء منطقة سامسونج التعليمية؛ حيث توضح كيف ترى العين البشرية صورة معروضة بواسطة أجهزة التلفزيون. كذلك تضمنت المنطقة وصفًا لعمل النقاط الكمية، والتي إذا أضيئت بشكل مناسب، ينبعث منها الضوء بلون نقي للغاية. وتستخدم هذه الخاصية الاستثنائية في الطب وكذلك التقنيات البصرية، وفي حالة سامسونج، في إنتاج أجهزة التلفزيون بتقنية النقاط الكمية. لقد ساهم البحث والتطوير من شركة سامسونج بجنوب كوريا في إعداد المعروضات في هذه المنطقة التعليمية من خلال توفير قوارير ممتلئة بتعليق النقاط الكمية من مختبر سامسونج في سيول. كذلك أتيحت الفرصة للزوار لرؤية بلورات يبلغ قطرها 60 ملم – تم الحصول عليها باستخدام عملية Czochralski بالتعاون مع معهد تكنولوجيا المواد الإلكترونية – التي تصنع منها النقاط الكمية. في الوقت نفسه، تم تفكيك أحد أحدث أجهزة التليفزيون من سلسلة سامسونج وعرضها لإظهار في أي جزء من الجهاز تكون النقاط الكمية.

 

لا يوافق الجمهور دائمًا عندما يؤثر الرعاة على محتوى المعارض؛ فكيف تضعي ذلك في عين الاعتبار عند الضغط على كوبرنيكوس لعرض منتجاتك أو برامجك؟

ندرك جيدًا أن الجمهور ليس من أكبر المعجبين بالشعارات المقحمة، وأنه يرغب في رؤية أساليب مختلفة من العلامات التجارية. ونتفق على أن أفضل جهة راعية ليست تلك التي لديها شعار أوضح، ولكنها الجهة التي تدعم المشروعات وتساهم فيها بالفعل من خلال إجراءات ملموسة. ولا يقتصر تأثيرنا على عرض المنتجات من خلال تضمينها في المعارض والأنشطة؛ ففي الواقع، لا تحمل المنتجات التي نقدمها شعارنا. فنحن نؤمن أن التكنولوجيا نفسها وتفرد أجهزتنا يقومان بعمل جيد من تلقاء نفسهما دون الحاجة إلى عرض علامتنا التجارية.

 

  إن تواصلنا مع مركز كوبرنيكوس تواصل مفتوح، وبناء، وقائم على شراكة قوية ومتواصلة  

 

لتجنب إزعاج زوّار مركز كوبرنيكوس بما قد يبدو إعلان علامة تجارية بلا روح، نتشاور دائمًا مع موظفي مركز العلوم للتأكد من أن مساهمتنا ومشاركتنا تتماشى مع ما يبحث عنه جمهورهم. فإذا قصّوا روايتنا ومهمتنا، فإن الأمر سيبدو محل ثقة أكثر مما لو قلناها بأنفسنا؛ وذلك التواصل المتبادل مع موظفي مركز كوبرنيكوس مفتوح، وبناء، وقائم على شراكة قوية ومستمرة. أجد أنه من المهم أن نبقي بعضنا البعض على علم بالخطط المستقبلية ومجالات الاهتمام الجديدة، وأن يشارك أعضاء الفرق الأخرى (بالإضافة إلى فريق العلاقات العامة) في العملية بشلل فاعل؛ فهذا يعزز من التعاون الإبداعي وخدمة أفضل لزوارنا.

 

ما الذي يجعلك توافقين على شراكة جديدة بهذا المستوى من الالتزام؟

إننا داعمون متحمسون للنُهُج المفتوحة؛ فنهدف باستمرار إلى التغيير والابتكار، لذا نبحث عن شركاء متشابهين في التفكير يرغبون في التعاون، والابتكار التشاركي، وتنفيذ الأفكار الجديدة. إن أكثر ما يثيرنا، بصفتنا جهات راعية، هو القدرة على المشاركة بشكل فاعل في الفعاليات والبرامج المبتكرة بشكل تشاركي، وإعطاء جمهورنا إحساسًا بالتقارب بالإضافة إلى تجربة المنتج العلمي.

 

  نبحث عن الشركاء المتشابهين لنا في التفكير والراغبين في التعاون، والابتكار التشاركي،  
  وتنفيذ الأفكار الجديدة  

 

بناءً على خبرتك، كيف تتخيلين مستقبل شراكاتكم؟

بالنسبة للمستقبل، نود أن نعضض من نهجنا تجاه الاستدامة من خلال تحقيق بعض أهداف التنمية المستدامة؛ كما نأمل في تعزيز الروابط التي أقمناها مع شركائنا الحاليين، ونحن حريصون على إقامة شراكات جديدة ترتكز على القيم والأهداف المشتركة. ونتطلع لمزيد من الابتكار والتعليم في السنوات المقبلة؛ فإحدى التحديات التي يجب التغلب عليها هي تغيير نظرة وسائل الإعلام للشراكات بين الشركات التجارية والمنظمات غير الحكومية إلى نظرة أكثر واقعية وإيجابية، وهو ما سيكون تحديًّا.



صوفي ويسبرن-أوفراكر

مؤسسة

دوينج بيزنس، دوينج جود

جنيف، سويسرا

Twitter LinkedIn | Email

 

صوفي، انت مؤسسة «دوينج بيزنس، دوينج جود (القيام بالأعمال، فعل الخير)»؛ فهل يمكنك إخبارنا مزيدًا عنها؟

مهمتي هي تسريع الانتقال إلى عالم مستدام؛ فمؤسسة «دوينج بيزنس، دوينج جود» هي منصة تعليمية عملية المنحى تشارك القصص والأدوات والحلول الملهمة لتمكين الأشخاص في العمل لتحويل أهدافهم إلى أفعال. وتهدف المؤسسة إلى إلهام القادة الذين تدفعهم المقاصد، وتمكينهم، وربطهم لاستخدام عملهم كقوة من أجل الخير وإحداث فرق إيجابي لتسريع التأثير الإيجابي لعالم أفضل وأكثر استدامة.

فأقوم بمساعدة الناس من جميع أنواع المنظمات على دمج المقصد والاستدامة في عملهم؛ وبكلمة «الغرض» أعني: «سببًا طموحًا للوجود، يركز على خلق عالم أفضل ومستدام من خلال التأثير الإيجابي فقط لجميع أصحاب المصلحة فيما يتعلق بالناس والكوكب». والمقصد هو ما يوجه العلامات التجارية، فهو نجم الشمال، أي السبب؛ فيعطي معنى ويحدد دور المنظمات في حل المشكلات المجتمعية وبناء عالم أفضل.

 

  المقصد = سبب للوجود نتطلع إليه يرتكز على خلق عالم أكثر استدامة  

 

من الأمثلة القصوى لعلامة تجارية هادفة بالنسبة إليّ مشروع بنك البلاستيك؛ فيهدف إلى وقف وجود البلاستيك في المحيطات، مع الحد من الفقر. هدفهم هو منع تدفق البلاستيك إلى محيطاتنا وحل تحديا حساء البلاستيك والفقر في نفس الوقت من خلال تحويل النفايات إلى دخل مالي، وذلك بجعل النفايات البلاستيكية عملة للحد من الفقر.

 

وهل تقدمين النصيحة أيضًا للمنظمات والمؤسسات غير الهادفة للربح، مثل مراكز العلوم والمتاحف؟

أجل، أفعل؛ فمراكز العلوم بطبيعتها وبشكل جوهري موجودة لمقصد: خدمة المجتمع. لذا، يمكنك القول بأنها علامة تجارية هادفة؛ ولكن، هل هي حقًا كذلك؟ هل لجميع مراكز العلوم مقصد أو سبب للوجود؟ هل تعالج حقًا مشكلة مجتمعية، وهل ينطبق هذا المقصد على كل ما يفعله مركز العلوم؟ فعلى سبيل المثال، هل جميع العاملين سفراء للعلامة التجارية لمركز العلوم ويأتون للعمل بحماس كل يوم لأنهم يعملون من أجل شيء أكبر من أنفسهم؟ هل تعمل المراكز العلمية على إشراك غير العاملين أو اللاجئين للعمل لديها؟ هل ممنوع استخدام الماصات والسكاكين والأكياس البلاستيكية في الكافيتريات أو المتاجر داخلها؟ هل تستخدم الطاقة المتجددة بمبانيها؟ ما أهداف التنمية المستدامة التي تحاول التطرق إليها؟ هل تختار شركائها بعناية، ولا تسمح بقبول أموال الرعاية من الشركات الضارة على سبيل المثال؟

 

  هل يطبق مقصدك في كل شيء تفعله؟  

 

أدرب عملائي على طرح هذه الأسئلة على أنفسهم، وأرشدهم في تحديد مقصدهم وتفعيله من خلال ورش العمل والدورات التدريبية.

 

عند تقديم المشورة لشركة خاصة، هل تقترحين التعاون مع مركز علوم هادف بالفعل؟ وكيف يمكن للشركات أن تجد نظيراتها المثالية؟

هناك حاجة إلى العلامات التجارية أو الشركات والمراكز العلمية على حد سواء لخدمة المجتمع؛ فلديها القدرة على تكثيف تعاونها من أجل التصادم الإبداعي والابتكار. يجب حل عديد من القضايا الملحة، وعديد من هذه القضايا قائمة على العلم؛ مثل: الفقر، وتغير المناخ، وحساء البلاستيك، وغيرها. فيمكن للشركات – وكثير منها يريد – أن يلعب دورًا كبيرًا في ذلك، ولكنها تدرك أيضًا أن التعاون مع مختلف أصحاب المصلحة أمر ضروري لحل هذه التحديات المعقدة: الحكومة، ومراكز العلوم، والمنظمات غير الحكومية، وما إلى ذلك. وتدرك الشركات الآن أنها في حاجة إلى مقصد، وأنها تحتاج لتفعيل هذا المقصد بشكل جيد؛ فهذا ليس أفضل للناس والكوكب فحسب، بل إنه أفضل للأعمال أيضًا. ولتفعيل المقصد، من المهم إيجاد شركاء ملائمون له.

 

  لتفعيل المقصد، من المهم إيجاد شركاء ملائمين له  

 

في مؤتمر إكسايت لعام 2018 في جنيف ناقشنا إمكانية حل بعض أهداف التنمية المستدامة من خلال التعاونات المبتكرة بين مراكز العلوم والعلامات التجارية الهادفة.

فلتأسيس شراكة هادفة ناجحة، يجب أولًا وقبل كل شيء أن تركز على وضوح مقصد الشركاء: ما هي القضية المجتمعية التي يحاولون حلها؟

ثانيًا، ابحث عن الشريك الذي يتوافق مع مقصدك؛ فعليك أن تجد تلك المنطقة الجميلة.

وقد طالبنا بستة «شروط للتصادم الإبداعي» في شكل أسئلة:

  • من تخدم؟ من هو عميلك؟
  • من هم أصحاب المصلحة المعنيين؟
  • ماذا تمثل؟
  • ما المشكلات المجتمعية (أهداف التنمية المستدامة) التي تحاول حلّها؟
  • ما الحلول التي يمكنك تقديمها؟
  • ما التجارب التي يمكنك تقديمها والتي تعزز تجارب شريكك؟ (على سبيل المثال، غالبًا ما تجلب مراكز العلوم الإبداع والمصداقية والمساحات المادية اللطيفة للغاية، بينما يمكن للعلامات التجارية جذب جمهور واسع جدًا، وإضفاء الهوية والابتكار على العملية برمتها.)

ثالثًا، عندما تتم الشراكة الملائمة، يمكن أن يبدأ تشكيل التعاون، وتعمل العلامة التجارية أو الشركة مع مركز العلوم على ما سيفعلونه وكيف (عبر أي وسيط).

 

كيف ترين تطور التعاونات في المستقبل؟

ستتطور التعاونات وفقًا للاحتياجات المجتمعية، وكذلك تطلعات أصحاب المصلحة وأطراف الشراكة. وألاحظ الآن سلسلة من التصادمات الإبداعية؛ والمثال المفضل لدي على الإطلاق على الابتكار التشاركي هو بقيادة إنترفيس، وهي شركة بلاط سجاد بدأت أفعالها نحو الاستدامة في وقت مبكر من عام 1997 برؤية راي أندرسن الجريئة. فقد دخلوا في شراكة مع مراكز العلوم والجامعات للوصول إلى مهمة طموحة للغاية: أن تصبح الشركة دائرية بالكامل؛ لتضحى محايدة مناخيًّا بحلول عام 2020، وهو ما يطلقون عليه اسم «المهمة صفر». ولم يتوقفوا عند هذا الحد، بل قبلوا التحدي بعكس تغير المناخ، والذي بالطبع لا يمكنكم فعله إلا معًا؛ كما أنهم يتطلعون دومًا لتعاونات جديدة ومبتكرة.

 

لا أستطيع أن أقاوم هذا السؤال: هل تعتقدين أنه من المقبول لمؤسسات الانخراط في العلوم أن تقبل أموال الرعاية من شركات النفط، حتى وإن كانت مهامهما متسقة؟

لن أنصح مراكز العلوم بمشاركة الشركات من هذا النوع؛ فسيكون هذا عدم توافق في المقصد. فقط إذا التزمت شركة النفط هذه بالتخلي عن النفط، وترغب في التحول للطاقة المتجددة بالكامل، كما فعلت شركة أورستد: في عام 2017، وضعت هذه الشركة الدنماركية، المعروفة سابقًا باسم دونج (النفط والغاز الطبيعي الدنماركي) خطة للانتقال من الطاقة السوداء إلى الطاقة الخضراء. في رأيي، يمكن لشراكة محتملة بين هذه الشركة ومحترفي التواصل العلمي أن تعمل بشكل جيد وأن تكون مفيدة لكلا الطرفين، إذا ما توافقت مقاصدهم. ولكن، في الوقت الحالي، فإن إجابة سؤالك للأسف: لا؛ حيث أن معظم شركات النفط ليست على استعداد لتغيير أساليبها من أجل مستقبل مستدام، ففي رأيي هي ليست مناسبة لإقامة تعاونات مع مراكز العلوم ومتاحفها.

 

  لا يوجد مجال لإنشاء تعاونات مع شركات النفط التي لا تلتزم بالتحول التام إلى الطاقة المتجددة  

 

إن التعاون القائم على المقصد هو المفتاح الرئيسي لحل المشكلات الاجتماعية وتحقيق أهداف التنمية المستدامة. ولذلك، فأنا أشجع مراكز العلوم، والمتاحف، والجامعات على التعاون والشراكة بقصد التأثير الإيجابي، لتسريع الانتقال إلى عالم أكثر استدامة بحلول عام 2030.


جين فان آركيل

رئيس التنمية المستدامة

إنترفيس

أمستردام، هولندا

Twitter LinkedIn Email 

 

جين، هل يمكنك تقديم نفسك وتقديم إنترفيس؟

لقد بدأت العمل كمهندسة نسيج في شركة إنترفيس لإنتاج قطع السجاد في عام 2003، وقد أنهيت مؤخرًا درجة الماجستير في المحاكاة الحيوية، وهو ابتكار يبحث عن حلول مستدامة عن طريق محاكاة الطبيعة. في تسعينيات القرن الماضي، طورت إنترفيس رؤية جريئة لإدارة عملها مثل النظام البيئي؛ وتستخدم إنترفيس المحاكاة الحيوية في تصميماتها، ومنتجاتها، وحتى في نماذج الأعمال لديها. لقد طورنا إطارًا للتنمية المستدامة من أجل احترام حدود الكوكب بهدف أن تصبح شركة تصالحية بالكامل بحلول عام 2020، ويسمى هذا الإطار «المهمة صفر».

 

  تحاكي إنترفيس الطبيعة بحثًا عن حلول مستدامة  

 

اليوم، يمكنني بسهولة أن أقول أن نموذج أعمالنا «ناجح»؛ حيث أن واحدًا من كل أربعة قطع سجاد تباع في العالم من إنتاجنا؛ وهذا مع تقليل بصمتنا الكربونية إلى 96٪ عالميًّا، وما يصل إلى 66٪ تقريبًا لكل متر مربع من قطع السجاد. وينخرط الجميع في إنترفيس في تشكيل عالم أفضل، بداية من المورد وصولًا إلى الموظف.

 

ما هو هدفك النهائي؟ وهل تشاركين محترفي الانخراط في العلوم لتحقيقه؟

نحن نطمح إلى مناخ مناسب للحياة: هذه هي مهمتنا المطلقة لكي نصبح شركة تصالحية تمامًا مستوحاة من الطبيعة وبطريقة مستدامة. مع ذلك، فإننا نعلم أنه لكي يكون لنا تأثير إيجابي على الكوكب وإحداث تغيير جوهري، نحن بحاجة لإزالة تأثيرنا السلبي أولاً. وقد وصلنا تقريبًا إلى هذا الهدف الطموح لعام 2020، فخطونا خطوة جريئة أخرى: نريد أن نعكس التغير المناخي وأن نصبح غير مستخدمين للكربون بحلول عام 2040. فيما يلي إرشاداتنا، «مبادئ الركائز الأربعة»، من خطتنا لاستعادة المناخ:

  • «ليف زيرو» (عِش صفر): اجعل هدفك ألا يكون لك تأثير على البيئة.
  • «لوف كربون» (حِب الكربون): ابدأ باستخدام الكربون كعنصر بناء أو مورد (على سبيل المثال، نقوم بتخزين الكربون في الجزء السفلي من بلاط السجاد).
  • «لت نيتشر كول» (دَع الطبيعة تبرد): ادعم قدرة الكوكب الطبيعية على تنظيم المناخ (على سبيل المثال، من خلال إنشاء المباني ذات الأسطح الخضراء، واستعادة الغابات والنظم البيئية؛ فمثلًا، ساهمنا في مشروع «المصنع كغابة» مع محاكاة الطبيعة 3.8).
  • «قُد الثورة الصناعية»: حيل الصناعة إلى قوة من أجل المستقبل الذي نريده.

نعتقد أن معظم الشركات والمنظمات يمكن أن تنضم إلى نهجنا، وبالتالي نتعاون مع خبراء المعارض، والجامعات، والمنظمات غير الحكومية؛ لتوصيل مبادئ المحاكاة الحيوية، ومشاركتها نماذج أعمالنا، ومساعدتها على تطبيق هذه المعرفة. فعلى سبيل المثال، لقد دخلنا في شراكة مع بيوميم إكسبو Biomim’expo في باريس، فرنسا؛ حيث نقدم حاليًا بلاط سجاد مستوحى من المحاكاة الحيوية، ونشرح تفكير المحاكاة الحيوية.

ومؤخرًا، شاركنا ألفابيت أوف لايف (أبجدية الحياة)–معرض معمل تعلم الطبيعة في النمسا؛  حيث شاركنا استراتيجيتنا للمحاكاة الحيوية، وكيف نترجمها إلى منتجات ونماذج أعمال، في حين جلب شركاؤنا خبرتهم في تطوير المعارض.

 

هل أنتِ فخورة بشراكة معينة؟

أجل، بالطبع؛ فنحن نتعاون مع جمعية علم الحيوان في لندن (متخصصة في الحفاظ على الحياة المائية)، وأود أن أرى مزيدًا من الشراكات مثل هذه تتطور في المستقبل. مع جمعية علم الحيوان في لندن وأصحاب المصلحة الآخرين، أنشأنا نموذج أعمال مبتكر تمامًا يسمى «برنامج نت-ووركس» المصمم لمعالجة المشكلة البيئية المتزايدة للمخلفات من شبكات الصيد. فتشتري إنترفيس شبكات الصيد المهملة التي تجمع من بعض المجتمعات الساحلية الأكثر فقرًا في العالم؛ فيتم إعادة تدوير هذه الشبكات إلى غزل جديد لبلاط السجاد لدينا. وهكذا، فنحن نقدم مصدر دخل إضافي لمجتمعات الصيادين، وفي نفس الوقت ندعم هدف المهمة صفر الخاص بإنترفيس للحصول على 100٪ من المواد المعاد تدويرها لبلاط السجاد الخاص بنا، والتحرك نحو «قيادة هدف إعادة الثورة الصناعية» لمبادرتنا الأكبر لاستعادة المناخ عن طريق حماية بيئة المحيطات من خلال نموذج أعمال دائري شامل.

 

  نقدم مصدر دخل لإضافي لمجتمعات الصيادين، بينما نتحرك نحو هدف المهمة صفر ومبادرتنا الأكبر لاسترجاع المناخ  

 

«برنامج نت-ووركس» المصمم لمعالجة المشكلة البيئية المتزايدة للمخلفات من شبكات الصيد. حقوق النشر: نت-ووركس

 

وما الذي تحضره إنترفيس في هذه اللحظة؟

نحن والمنظمات غير الحكومية الأخرى نشارك شركة ديل Dell في نموذج أعمال مبتكر آخر: نكستويف NextWave. وقد عملنا معًا على طريقة لإعادة النفايات البلاستيكية الموجودة في البحار والأنهار إلى سلسلة التوريد، من خلال تحويلها إلى تغليف ومنتجات؛ مثل: الإطارات، والدراجات، وأجهزة الكمبيوتر، وما إلى ذلك. وهذا مثال جيد على كيفية تطوير الفرص المستدامة وتغيير شكل الأعمال.


كريستينا رولمان
الاتصالات
معارض ارخميدس
ألمانيا، برلين

Twitter LinkedIn | Email

كاترينا لودرشتادت
التصميم التفاعلي
معارض ارخميدس
ألمانيا، برلين

Email

 

كاترينا، لقد كنت مصممة تفاعل في أرخميدس لمدة تسع سنوات. وكريستينا، كنت رئيسة الاتصالات في السنوات الأربع الماضية. كيف تطورت تعاوناتكم مع المنظمات غير الربحية في السنوات الأخيرة؟

يبدو أن مفهوم الإرشاد والعصف الذهني قد أصبح أكثر أهمية وأكثر نجاحًا في سياق المتحف. أحد أكثر الأمثلة المتعلقة التي يمكننا مشاركتها معك الحاجة المتزايدة إلى المعرفة التقنية وتنظيم الوسائط المتعددة للمعارض. فقد نشأ مجال جديد تمامًا من الخبرة، وبدأت المتاحف تعتمد على الوكالات من أجل كفاءتها التقنية؛ والنتيجة هي أن كلا الجانبين، أي الوكالة والمتحف، يستفيدان من هذا النوع الجديد من الشراكة التي تعمل نحو هدف مشترك: إنشاء أفضل معرض ممكن.

 

يتطلع الشركاء التجاريون إلى إقامة علاقات أوثق مع منظمات الانخراط في العلوم؛ فهل يمكنك أن تعطينا مثالًا لمشروع ابتكار تشاركي يمكن أن يلهم هذه الأنواع الجديدة من التعاون؟

إذا كان علينا أن نختار مثالًا ملهمًا، فهو تعاوننا الأخير مع متحف الاتصالات في فرانكفورت، ألمانيا، في مشروع ميديا تل ذير (هي)ستوريز (الإعلام يخبرنا قصصه وتاريخه). بدأ كل شيء في عام 2016 بهدف إعادة ابتكار المعرض الدائم للمتحف وإعادة تصميمه؛ فاستهدفنا ترك الجولات الزمنية المعتادة المحددة مسبقًا من أجل لمس قلوب الزوار من خلال ربط القصص العاطفية لكل من وسائل الإعلام الأربعة والخمسين في شكل نوادر.

هكذا حدث الأمر: التقينا بالمتحف شهريًّا لأكثر من نصف عام؛ حيث عمل أربعة أشخاص من أرخميدس وما يصل إلى ثمانية منسقين ومديري مشاريع من المتحف معًا، أي عمل اثنا عشر شخصًا معًا لمدة يومين كاملين على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع. كان المنسقون هم رواة القصص وكنا نحن رسامي القصص؛ حيث صممنا كل من القصص الأربعة والخمسين. ولضمان أقصى قدر من الإبداع، ولمغادرة منطقة الراحة، تعاوننا مع فرق متعددة التخصصات لكل قصة كما في الكراسي الموسيقية. فكان دور مصورو القصص هو الاستماع إلى قصة المنسق ورسم أول فكرة سينوغرافية؛ ثم شرعنا في التفكير في نوع وسائل الإعلام التي ستعزز القصة بشكل أفضل، مع الأخذ في الاعتبار في جميع الأوقات أننا نريد استخدام أقل قدر ممكن منها. وبعد يومين، وكثير من القهوة والكعك والإبداع، عدنا أدراجنا منهكين ولكن سعداء.

 

 

قدمنا كل ما لدينا؛ فكانت تجربة لا تنسى، واستحقت النتيجة كل دقيقة. نحن مقتنعون بأنها علامة بارزة في فن صنع المعارض؛ حيث تخلينا تمامًا عن مبادئ هيكلة المعرض الكلاسيكية لصالح مفهوم مبتكر تمامًا يخلو من مسار زائر محدد مسبقًا. وفي ميديا تل ذير (هي) ستوريز استهدفنا تعزيز دور الزوار والسماح لهم باكتشاف المعرض مثل كتاب ذي صور مجسمة بطريقتهم الإبداعية الخاصة.

 

ما هي نصيحتك للشركاء التجاريين ومؤسسات الانخراط في العلوم عند تحديد طرق العمل معًا؟

إذا كانت عرابتك الخيالية في حالة مزاجية سخية، فسنطلب منها ما يلي: مقابلة شركاءك بانتظام لتبادل الأفكار والمشاركة في الإبداع بشغف، دون الحاجة إلى التفكير في المواعيد النهائية، والميزانيات، وما إلى ذلك. حتمًا سيستغرق الأمر وقتًا طويلًا في بادئ الأمر؛ ولكننا نعتقد أنها ستكون استثمارًا طويل الأمد.

 

  قابل شركاءك بانتظام لاستخراج الأفكار والإبداع معًا بحماس  

 

إحدى النصائح العملية الواقعية التي يمكننا تقديمها لك هي استخدام منصة مشتركة؛ مثل النظام البيئي الأطلسي لرقمنة عملية العمل لدينا وتبسيطها. ولقد نجحت هذه المنصة حقًا بالنسبة لنا؛ فأصبحت «مصدرنا الوحيد للحقيقة»، حيث يشارك الشركاء كمية هائلة من النصوص، والصور، والبيانات الأخرى معنا. فلا يُفقد شيء على هذه المنصة، ولا توجد حركة مرور ضخمة عبر البريد الإلكتروني؛ ونحن ننصح الجميع بالتأكيد بانتهاج هذا النهج لمشروعات تعاونية مماثلة.


نُشر المقال الأصلي باللغة الإنجليزية في العدد رقم 45 (أكتوبر، 2018) من مجلة «سبوكس» Spokes الإلكترونية التي تصدرها رابطة مراكز ومتاحف العلوم الأوروبية Ecsite تحت عنوان: «العطاء الفردي» Citizen Labs، ويمكنكم الاشتراك مجانًا في مجلة «سبوكس» من هنا.

قامت رابطة المراكز العلمية بشمال أفريقيا والشرق الأوسط NAMES بترجمة المقال ونشره باللغة العربية بتصريح من رابطة مراكز ومتاحف العلوم الأوروبية ومن المؤلف/المؤلفين، وتتحمل NAMES مسئولية هذه الترجمة.

لا يجوز إعادة إنتاج هذا المحتوى، سواء بالإنجليزية أو العربية، بأي شكل من الأشكال، دون الرجوع إلى رابطة مراكز ومتاحف العلوم الأوروبية Ecsite.