عودة إلى أهداف طموحة

علوم عائلة بيب: ما تعلمناه من تطوير التطبيقات العلمية القائمة على الوسائط لسن ما قبل المدرسة


بقلم: بورجنا برونز


نُشر المقال الأصلي باللغة الإنجليزية تحت عنوان PEEP Family Science: What We Learned Developing Media-Based Preschool Science Apps في عدد سبتمبر-أكتوبر 2019 من مجلة «دايمنشنز» Dimensions التي تصدرها جمعية مراكز العلوم والتكنولوجيا ASTC. قامت رابطة المراكز العلمية بشمال أفريقيا والشرق الأوسط NAMES بترجمة المقال ونشره باللغة العربية بتصريح من جمعية مراكز العلوم والتكنولوجيا ومن المؤلف/المؤلفين، وتتحمل NAMES مسئولية هذه الترجمة.

لا يجوز إعادة إنتاج هذا المحتوى، سواء بالإنجليزية أو العربية، بأي شكل من الأشكال، دون إذن كتابي صريح من جمعية مراكز العلوم والتكنولوجيا ASTC.


 

أيقونات تظهر الموضوعات العلمية الأربعة التي تغطيها تطبيقات علوم عائلة بيب PEEP.
شخصيات بيب: بيب وتشيرب وكواك؛ تعرف على الظلال من خلال المراقبة وطرح الأسئلة.
حقوق الصورة: WGBH بوسطن

 

صممت علوم عائلة بيب للوالدين وأطفالهم في مرحلة ما قبل المدرسة لاستكشاف العلوم معًا بالبيت. متوفرة باللغتين الإنجليزية والأسبانية، وتأتي في هيئة أربعة تطبيقات مجانية، يخصص كل منها لموضوع علمي مختلف: الألوان، والمنحدرات (والحركة)، والظلال، والأصوات. تقدم التطبيقات برنامج العلوم التابع للتلفزيون العام والحائز على جائزة الإيمي «بيب والعالم الكبير الواسع»، وتتضمن قصص متحركة، وفيديوهات الحركة الحية مع الأطفال، وأنشطة علمية يمكن للوالدين والأطفال القيام بها معًا. علوم عائلة بيب مشروع مدته ثلاث سنوات تموله مؤسسة العلوم الوطنية، وقد ابتكره مطورو الإعلام التعليمي في المحطة الإعلامية العامة لبوسطن WGBH وباحثون من مركز تنمية التعليم. وقد صُمم للأسر ذات الدخل المنخفض التي تخدمها المنظمات الزائرة للمنازل «هيب يو. إس. إيه» HIPPY USA و«آفانس» AVANCE، التي تدعم الآباء غير القادرين على إلحاق أطفالهم بمرحلة التعليم قبل المدرسي الرسمية. كذلك اعتمدت التطبيقات مجموعة واسعة من المنظمات التعليمية التي تعمل مع الأسر الشابة. حصلت التطبيقات على خمس نجوم من «كومون سينس ميديا» Common Sense Media، ويمكن لأي والد مهتم باستكشاف العلوم مع أطفاله في مرحلة ما قبل المدرسة أن يستخدمها.

كانت كيفية ولوج العائلات إلى وسائط بيب مشكلة كبيرة واجهناها في بداية تصميم التطبيقات وتطويرها ؛ فثلث عائلات هيبي وآفانس فقط لديها وصلات إنترنت يعتمد عليها، ما يحيل دون بث مقاطع الفيديو أو تنزيلها من موقع على شبكة الإنترنت. ولكن جميع العائلات تقريبًا تمتلك هواتف ذكية؛ فكان الحل الذي توصلنا إليه هو بناء تطبيقات يمكن للآباء تحميلها خلال اجتماعات مجموعات الآباء الدورية التي تنظمها هيبي أو آفانس، مستخدمين شبكة الواي فاي أو الهوت سبوت الخاص بالبرنامج. فبمجرد تحميلها يمكن استخدام تلك التطبيقات بدون وجود إنترنت.

في البداية، اتخذنا قرارًا باختيار تنسيق التطبيق للمساعدة في سد الفجوة الرقمية؛ ولكن هذا التنسيق قد مكّننا أيضًا من تعزيز تجربة المستخدم وتعميق القيمة التعليمية للمحتوى. هذا ما تعلمناه خلال عملية التطوير.

 

1- بناء أفضل الممارسات الإعلامية داخل التطبيق.

لا يمكن للوسائط الإعلامية أن تحل محل التجارب العلمية التي يحصل عليها الأطفال الصغار من خلال الاستكشاف باستخدام أدوات وخامات حقيقية. ولكن يمكن للوسائط الإعلامية إثراء التعلم باستخدام شخصيات كرتونية يحبها الأطفال؛ لنمذجة الممارسات العلمية لديهم وإثارة فضولهم حول العالم. الصعوبة هي تحقيق توازن صحي بين وقت الشاشة والوقت الحقيقي. ولتحقيق هذا، صممت تطبيقات بيب لتقدم دائمًا فيديو ونشاطًا تفاعليًّا على الشاشة ذاتها؛ فهذا يشجع العائلات على الانتقال مباشرةً من مشاهدة الفيديو إلى القيام بالنشاط العلمي المتعلق به.

 

2- استخدام التنبيهات الرقمية والفيديو لتشجيع المشاركة بين الآباء والأطفال.

بالنسبة إلى الأطفال الذين تتراوح أعمارهم من 3 إلى 5 سنوات، يصبح العلم مثيرًا وله معنى عندما يشاركهم آباؤهم ويتقاسمون الخبرة معهم؛ فأظهرت البحوث أن الأطفال الصغار يحتاجون إلى شخص يسألهم أسئلة ويتشارك معهم الأفكار لمساعدتهم على التفكير بعمق أكبر والبناء على ما تعلموه بالفعل. توفر علوم عائلة بيب ثلاث استراتيجيات أساسية للمشاركة بين الوالدين وأطفالهم (اللعب والاستكشاف معًا، وطرح الأسئلة والتحدث عن الأفكار، والاستكشاف أكثر) والتي تُؤكد من خلال الأربعة تطبيقات. وتُذكِّر خصائص التصميم التالية الآباء باستخدام هذه الاستراتيجيات:

 

  • الظهور المفاجئ. تظهر شخصيات بيب بشكلٍ مفاجئ من وقتٍ لآخر بينما يرشد الآباء أبناءهم خلال الأنشطة، موفرة نصائح مفيدة حول استخدام استراتيجيات المشاركة. (كان لدينا في الأصل خاصية سرد الشخصيات لتلك الاستراتيجيات بصوت عالٍ، ولكن أظهرت الاختبارات أن الآباء وجدوا الصوت متداخلًا أكثر من اللازم مع النشاط الذي يقومون به؛ فكانت الإرشادات المكتوبة التي تظهر بشكلٍ مفاجئ أكثر فاعلية.)

 

في أحد الفيديوهات، تكتشف شخصيات بيب إلى أي مدى يمكن أن تكون الزلّاقة ممتعة؛ ويشجع النشاط المقترح الأسر على الخروج للعب على زلّاقة حقيقية.

 

فيديوهات للوالدين
(في هذه الحالة حول أنواع للمنحدرات) توفر لمحة مسبقة عن
الأنشطة المقترحة في التطبيق.

حقوق الصورة: WGBH بوسطن

 

  • فيديوهات قصيرة للآباء. تظهر هذه الفيديوهات قبل أنشطة الأسبوع وتظهر نموذج لأحد الآباء وطفله يقومان بالأنشطة موضحة استراتيجيات المشاركة الثلاثة. (لا يمكن أن تتجاوز التطبيقات المنشورة في متاجر آبل أو أندرويد مساحة معينة، وبما أن المنهج الدراسي الخاص بعلوم عائلة بيب يتضمن بالفعل عددًا من الفيديوهات المتحركة والحية، استغرقت إضافة هذه الفيديوهات الإضافية للآباء إلى التطبيقات بعض التجريب للتأكد من أن التطبيقات لا تتجاوز الحجم الإجمالي للنشر).

 

3- تحقيق أقصى استفادة من حجم الشاشة الصغير.

يجب أن تكون التعليمات في تنسيق التطبيق بسيطة ومرئية وممتعة – فهي تساعد الآباء قليلي الخبرة فيما يتعلق بالقيام بأنشطة علمية أو المضغوطين من حيث الوقت. فتقدم إرشادات النشاط في خطوات موجزة وتدريجية عبر سلسلة من  الشاشات؛ حيث تظهر الرسوم التوضيحية على كل شاشة تقريبًا. وتنتج الموسيقى التمهيدية، والتأثيرات الصوتية، وشاشة الاحتفال في نهاية كل أسبوع من العلوم جوًّا مرحًا.

 

أسرة تتبع اقتراح تطبيق علوم عائلة بيب لتجربة الظلال في الخارج. على اليمين: كذلك يوفر التطبيق إرشادات خطوة بخطوة لعمل دمى بالظل.
جميع حقوق الصور: WGBH بوسطن

 

4- استخدام أدوات الهاتف المدمجة لاستكشاف العلوم.

إحدى الاكتشافات المصادفة التي توصلنا إليها هو أن الهواتف الذكية بها مميزات يمكن استخدامها لاستكشاف العلوم: كاميرا، وإمكانيات تسجيل الصوت والفيديو، وآلية المصباح الكاشف. فيمكن للهواتف الذكية تسجيل الأصوات الصاخبة والناعمة، وعمل فيديو لكرات تتدحرج إلى أسفل منحدرات متفاوتة الانحدار، والتقاط صور بدرجات مختلفة من نفس اللون، وإنشاء ظلال وتجربة الضوء والألوان باستخدام المصباح الكاشف.

 

تظهر تطبيقات علوم عائلة بيب للأصوات (على اليسار) والمنحدرات (على اليمين) فيديوهات بيب والأنشطة المقترحة أسفلها.
حقوق الصورة: WGBH بوسطن

 

اختبرت علوم عائلة بيب بواسطة أكثر من 200 أسرة ذات دخل منخفض ومن مختلف الأعراق في أركنساس وتكساس، باللغتين الإنجليزية والأسبانية. ووجدت أبحاث مركز تنمية التعليم أن العائلات استمتعت كثيرًا بالتطبيقات ووفرت الوقت للقيام بأنشطة علمية بالمنزل. وأبلغ الآباء عن استخدامهم لمهارات العملية العلمية، التي تتضمن الملاحظة والمقارنات، وطرح الأسئلة، والاختبار والتجربة، والتواصل ومشاركة الأفكار. ولوحظ أن جميع الآباء تقريبًا يستخدمون استراتيجيات المشاركة بين الآباء والأطفال، وعلّق عدد منهم على كيفية استخدام تطبيقات بيب التي تقدم لهم تجربة قيمة للمشاركة بين الأهل والأطفال، طريقة للترابط والمرح معًا في أثناء المساعدة في تحضير أطفالهم لرياض الأطفال وما يليه.

 

لمزيد من المعلومات عن علوم عائلة يب، أو لتحميل التطبيقات، زُر peepandthebigwideworld.com/en/ educators/peep-family-science

 


بورجنا برونر (borgna_brunner@ wgbh.org) مدير مشروع تحريري في قسم التعليم في WGBH بوسطن.