عودة إلى قوة الصغر

المتاحف الصغيرة، ودورها الكبير


بقلم: راي أوستمان


نشر المقال الأصلي باللغة الإنجليزية تحت عنوان Small Museums, Big Role: Powering the NISE Network في عدد مارس-أبريل 2019 من مجلة «دايمنشنز» Dimensions التي تصدرها جمعية مراكز العلوم والتكنولوجيا ASTC. قامت رابطة المراكز العلمية بشمال أفريقيا والشرق الأوسط NAMES بترجمة المقال ونشره باللغة العربية بتصريح من جمعية مراكز العلوم والتكنولوجيا ومن المؤلف/المؤلفين، وتتحمل NAMES مسئولية هذه الترجمة.

لا يجوز إعادة إنتاج هذا المحتوى، سواء بالإنجليزية أو العربية، بأي شكل من الأشكال، دون إذن كتابي صريح من جمعية مراكز العلوم والتكنولوجيا ASTC.


زائرة صغيرة تجرب الضوء والظلال في نشاط ظل الدب للرابطة الوطنية للتعليم غير الرسمي للعلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات «نايس» NISE.
تصوير: المركز العلمي «ساينسنتر» Sciencecenter / رابطة نايس

 

على مدار السنوات العشر الماضية، اكتشفت الرابطة الوطنية للتعليم غير الرسمي للعلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات «نايس» NISE قدرة الجمع بين المتاحف المراكز العلمية الصغيرة – والكبيرة – معًا على إحداث تأثير أكبر بكثير.

تُعد رابطة «نايس»، التي يُطلق عليها ببساطة اسم «الرابطة»، مجتمعًا وطنيًّا من المعلمين والعلماء غير الرسميين المتفرغين لمساندة تعلم العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات في جميع أنحاء الولايات المتحدة الأمريكية. وتشارك مئات المنظمات الشريكة النشطة، بما في ذلك المراكز العلمية، والمتاحف، والجامعات، بالإضافة إلى آلاف المعلمين غير الرسميين والمتخصصين في مجال العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات في أنشطة الرابطة. ومن خلال جهود شركائنا من المنظمات، يشارك أكثر من 11 مليون عضو من الجمهور العام في أنشطة مشروع الرابطة سنويًّا.

تمثل المراكز العلمية والمتاحف الصغيرة نحو نصف المنظمات المشتركة في الرابطة. ومنذ بداية عمل الرابطة، أي منذ أكثر من 13 عامًا، كان للمنظمات الصغيرة تأثيرًا كبيرًا في أنشطتنا، بما في ذلك المواد التعليمية التي نحضرها، وفرص التطوير والتواصل المهني التي نقدمها، وعلاوة على ذلك، الفرق الذي أحدثه عملنا في المجتمعات المحلية. يوضح دين بريير، المدير التنفيذي للمركز العلمي «ساينسنتر» Sciencenter، بإيثاكا، نيويورك: «لمراكز العلوم الصغيرة تأثير يفوق حجمها لأنها تصل إلى الناس حيثما يعيشون ويعملون ويلعبون. إجمالًا، تتمتع المراكز العلمية الصغيرة بتواصل واسع وعميق بمجتمعاتها».

يتعاون أعضاء مجتمع الرابطة لتوفير مصادر مجانية، وتنفيذها، ومشاركة أفكارهم وخبراتهم معًا. فتركز مشروعاتنا على عديد من مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، بما في ذلك علوم الأرض والفضاء، والكيمياء، وعلم الأحياء الاصطناعية، وتكنولوجيا النانو. وتتكون فرق مشروعات الرابطة من العاملين بمنظمات متنوعة، من حيث نوع المنظمة وحجمها وموقعها.

 

تنشط الرابطة الوطنية للتعليم غير الرسمي للعلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات «نايس» NISE
في جميع الولايات الخمسين وعديد من المناطق التابعة للولايات المتحدة الأمريكية.
تصوير: إميلي ماليتز/ رابطة نايس

 

على مر السنين، كانت المراكز العلمية والمتاحف الصغيرة مفيدة في مساعدة فرق مشروعات الرابطة على تحديد أنواع المصادر الأكثر فائدة لشركائنا. فيميل العاملون بالمنظمات الصغيرة إلى العمل من خلال عدة أدوار تكون تخصصية في المؤسسات الأكبر، ولذلك غالبًا ما يكون لديهم معرفة واسعة بعديد من جوانب البرنامج والعمليات. بالإضافة إلى ذلك، يتواصل جميع العاملين تقريبًا مع زوار المنظمات الصغيرة بشكل منتظم، وعادة ما يكون لديهم فكرة جيدة عما يصلح وما لا يصلح لجمهورهم. فساعدت هذه الأفكار الرابطة على تكوين منتجات مرنة وقابلة للتكيف تصلح بشكل جيد لكل من المنظمات الشريكة الصغيرة والكبيرة على حدٍّ سواء، مثل مجموعات أدوات الأنشطة التفاعلية الخاصة بنا.

عاملو المراكز العلمية والمتاحف مبدعون ومتوسعون في دمج مصادر الرابطة في برامج مختلفة؛ فغالبًا ما يكون لديهم حس قوي بكيفية ربط المواد بمجتمعاتهم، كما أن لديهم فهم واضح لدورهم في النظام المحلي للعلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات. توضح ترودي بلامر، مديرة التعليم في متحف ماين الاستكشافي Maine Discovery Museum في بانجور، الأمر كما يلي: «إن مجموعة أدوات رابطة نايس، مثل «اكتشف العلوم: الأرض والفضاء» تسمح لنا بتفكيك العلوم الكبيرة وإعادة تكوينها ونشرها للاستجابة لاحتياجات جمهورنا».

بدافع كل من الفضيلة والضرورة، يجب على المنظمات الصغيرة استخدام المصادر المتاحة بكفاءة. فعندما تحصل المنظمات الصغيرة على مجموعة أدوات أنشطة العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات من الرابطة، تدمجها في قائمة أعمالها وتستخدمها بعدة طرق متنوعة. تقول بيث ديمكي، المديرة التنفيذية لبيسمارك Bismarck، بوابة نورث داكوتا للعلوم – المركز العلمي التفاعلي الوحيد في الولاية: «نحن نستخدم أدوات رابطة نايس بشكل مكثف على مدار العام. فدمجت الأنشطة من مجموعة الأدوات في نوادي ما بعد فترة المدرسة، والمخيمات الصيفية، والدروس داخل الفصل، والمهرجانات المجتمعية، والمناسبات الخاصة، وكذلك تُستخدم كمصادر لمدرسي رياض الأطفال حتى الصف الثاني عشر. هذه المجموعات عبارة عن وحدات تعليمية مدمجة يمكن تكييفها لإعدادات وجماهير مختلفة، وقد أصبح العاملون بالمركز بارعين جدًّا في استخدامها لأقصى درجة». المتاحف والمراكز العملية الصغيرة ماهرة كذلك في اغتنام الفرص لبناء شراكات متبادلة المنفعة للقيام بعمل أفضل وأكثر في مجتمعاتها. فأوضح بلامر أن مشروع الأرض والفضاء في متحف ماين الاستكشافي أدى إلى «فرصتين رائعتين للشراكة»:

«إحداهما مع مركز إيميرا الفلكي بجامعة ماين في أورونو؛ فنحن لا نمتلك مسرح قبة لعروض الفضاء، وهم لا يمتلكون مساحة كبيرة وفريق عمل لتقديم الأنشطة العلمية. أما الفرصة الثانية فمع معهد خليج ماين للأبحاث ووكالة ناسا؛ فنعمل معًا على تطوير متحف تفاعلي قائم بذاته متخصص في تأثير تغير المناخ، ويمكن أن يتنقل إلى مكتبات ريفية شريكة. ستلهم مجموعة أدوات الرابطة المكونات وتشكل المناهج المصاحبة.»

يقول بلامر إن بدء هذا النوع من التعاون واستخدام مصادر الرابطة، «قد ساعد على وضعنا على الخريطة كشركاء متساويين في مجتمع التعليم الرسمي وغير الرسمي».

 

يستكشف الزوار التضاريس من خلال نشاط «استكشاف الأرض: جبال الورق» الخاص بالرابطة الوطنية
للتعليم غير الرسمي للعلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات «نايس» NISE.
تصوير: إميلي ماليتز/ رابطة نايس

 

تعمل كريستينا ليفيل، مديرة مشروعات الرابطة في متحف علوم مينيسوتا في سانت بول، كواحدة من قادة المحور الإقليمي لرابطة نايس، كما تساعد على ربط شركاء الرابطة بالمصادر والفرص. وتقول: «دائمًا ما أشعر بالفخر بجهود شركائنا من المتاحف الصغيرة. فيقوم جميع شركاء الرابطة بعمل رائع، ولكن غالبًا ما ستجد المؤسسات الأصغر (حيث يتم العمل على نطاق محدود) أكثر الطرق إبداعًا وجاذبية للتوسع في مصادرنا. إن قوة هذه الأماكن الصغيرة حقًّا لأمر استثنائي!»

لإثبات وجهة نظرها، إليكم بعض الطرق المختلفة التي تعاونت بها مراكز العلوم والمتاحف الصغيرة مع المنظمات المحلية الأخرى في مشروعات الرابطة:

  • شارك متحف بوتهيل للشباب Bootheel Youth Museum في مالدن بولاية ميسوري الامتداد التعاوني لجامعة لينكولن لتقديم ورش عمل عن العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات في البرامج التي تقام بعد فترة المدرسة في مدرسة ابتدائية ونادٍ محلي للبنات والأولاد.
  • تعاون متحف الأطفال للعلوم والتكنولوجيا في تروي بنيويورك مع مكتبة ألباني العامة لتقديم برامج للعلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات في الأماكن الحضرية.
  • عمل مركز ساي-بورت الاستكشافي Sci-Port Discovery Center في شريفبورت، لويزيانا، مع برنامج إعادة الدخول وتصاريح العمل الخاص مكتب عمدة كادو باريش لتدريب الآباء المحكوم عليهم بالسجن على استراتيجيات تعلم العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، وذلك لمساعدتهم على التواصل مع أطفالهم في أثناء الزيارات وبعد إطلاق سراحهم.
  • أقامت منطقة سبكترم الاستكشافية spectrUm Discovery Area في ميسولا، مونتانا، شراكة مع سايناشن لتنظيم أنشطة خاصة بمجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات في المدارس والفعاليات المجتمعية في محمية فلاتهيد.
  • تعاونت حديقة ترتل باي الاستكشافية Turtle Bay Exploration Park في ريدينج، كاليفورنيا، مع برنامج تطوير الشباب بمقاطعة شاستا لإشراك الشباب الذين يتراوح أعمارهم بين 7–14 عامًا في تعلم العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات «خارج المزرعة».

 

شركاء الرابطة الوطنية للتعليم غير الرسمي للعلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات «نايس» NISE
يتبادلون الأفكار والمنتجات والممارسات معًا خلال اجتماع على المستوى الوطني.
تصوير: متحف علوم مينيسوتا / رابطة نايس

 

لأن مراكز العلوم والمتاحف الصغيرة تطور معارف ومنتجات وممارسات مفيدة، فإنها تشاركها مع الرابطة الأكبر بعدة طرق؛ حيث تعقد الرابطة اجتماعات دورية مع الشركاء للسماح للمهنيين باللقاء، ومشاركة الأفكار، والتعلم بعضهم من بعض. وبالإضافة إلى مشاركة الأفكار بين الأقران، تلفت هذه الاجتماعات الانتباه إلى الأفكار التي يمكن دمجها في مجموعات أدوات، أو معروضات، أو ورش عمل، أو مصادر أخرى لاحقًا. تشمل فرق المشروعات الخاصة بنا المشاركة والمدخلات والانطباعات من المراكز العلمية والمتاحف الصغيرة في أثناء جميع مراحل عمل المشروع، بدءًا من التخطيط والتطور، ومرورًا بالتنفيذ، وانتهاءً بالتقييم والتقرير.

يوضح تشارلي تراوتمان، الذي عمل سابقًا في المركز العلمي «ساينسنتر» Sciencecenter، أهمية عمل مراكز العلوم والمتاحف بجميع أحجامها معًا لتحقيق الأهداف المشتركة وتبادل المعلومات من خلال الرابطة. وبالتأمل في الطريقة التي أثرت بها الرابطة في مجال التعلم غير الرسمي للعلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، يقول تراوتمان: «يتعلم الناس بعضهم من بعض في هذا المجال؛ فتوفر لنا إطار عمل لإجراء التقييمات. هكذا نلقي الآن نظرة أكثر انتقادًا على ما نقوم به من الناحية التعليمية والتأثير الذي نحدثه، ثم نعدله لنصل إلى مستوى أفضل؛ فهناك حلقة ملاحظات كاملة لم نكن نمتلكها من قبل».

 

شركاء الرابطة الوطنية للتعليم غير الرسمي للعلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات «نايس» NISE
يتعاونون في تحقيق قائم على الفريق، وهي عملية لجمع البيانات وتحليلها بشكل منهجي لتحسين الممارسات.
تصوير:متحف علوم مينيسوتا / رابطة نايس

 

تشرح باتسي روبلين، المديرة التنفيذية لمتحف بوتهيل للشباب، كيف أثرت ممارسات المشاركة عبر الرابطة على مؤسستها:

«أعتقد أن جزءًا كبيرًا مما نقوم به قد تأثر برابطة نايس. سأعيد صياغة ما قاله جاك نيكلسون في فيلم As Good as it Gets: أنتِ تجعلينا نريد أن نكون متحفًا أفضل. فقد حسنَّا لافتات المعارض والمرافق الخاصة بنا بفضل الرابطة، كما ساعدتنا الرابطة في عديد من المجالات غير المتوقعة. فعلى سبيل المثال، من خلال السماح لنا بجولة في مرافق أخرى خلف الكواليس، تعلمنا كيفية تنظيم لوازم المعارض الاحتياطية بشكل أفضل.»

تصبح الرابطة أكثر نجاحًا عندما نُمَكِّن شركائنا من المنظمات للقيام بعملهم بشكل أفضل؛ فمثلما يقول بلامر:

«من الصعب وصف الطبيعة العميقة وحجم التغيير الإيجابي الذي أحدثته رابطة نايس في متحف ماين الاستكشافي. كانت كل فرصة للتواصل، وكل منحة صغيرة، ومؤتمر، وكل مجموعة أدوات بمثابة حافز للتطورات الإيجابية، والشراكات الجديدة ذات المغزى، بل والوصول إلى المناطق الريفية والمجتمعات المحرومة من الخدمات بشكل أعمق وأبعد.»

 


راي أوستمان (rostman@asu.edu) هو مدير الرابطة الوطنية للتعليم غير الرسمي للعلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات «نايس» NISE والمدير المشارك لمركز الابتكار في مجال التعليم غير الرسمي للعلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات في جامعة ولاية أريزونا في تيمبي، أريزونا.

 

 

 

ترحب رابطة نايس بالمتاحف والمراكز العلمية من جميع الأحجام للانضمام إلى مجتمعنا!

تعرف على المزيد على nisenet.org.

تستند هذه المادة إلى العمل الذي تدعمه مؤسسة العلوم الوطنية تحت أرقام الجائزة 0532536، و0940143، و1421179، و1612482؛ ومن قبل الإدارة الوطنية للملاحة الجوية والفضاء (ناسا) بموجب الاتفاقية التعاونية بأرقام NNX16AC67A و80NSSC18M0061. أي آراء ونتائج واستنتاجات أو توصيات عرضت هنا هي آراء المؤلف ولا تعكس بالضرورة وجهات نظر المؤسسة أو وكالة ناسا.