عودة إلى أهداف طموحة

وضع الأبقار المقدسة على قائمة الطعام: توليد الأفكار الكبرى


بقلم: إيلاي كوسلانسكي


نُشر المقال الأصلي باللغة الإنجليزية تحت عنوان Putting Sacred Cows on the Menu: Generating Big Thinking في عدد سبتمبر-أكتوبر 2019 من مجلة «دايمنشنز» Dimensions التي تصدرها جمعية مراكز العلوم والتكنولوجيا ASTC. قامت رابطة المراكز العلمية بشمال أفريقيا والشرق الأوسط NAMES بترجمة المقال ونشره باللغة العربية بتصريح من جمعية مراكز العلوم والتكنولوجيا ومن المؤلف/المؤلفين، وتتحمل NAMES مسئولية هذه الترجمة.

لا يجوز إعادة إنتاج هذا المحتوى، سواء بالإنجليزية أو العربية، بأي شكل من الأشكال، دون إذن كتابي صريح من جمعية مراكز العلوم والتكنولوجيا ASTC.


 

في أغلب الأوقات، يشكل عالمنا أشخاص قليلون لديهم أفكار «مجنونة»؛ أشخاص يعرفون أن حل المشكلات الكبيرة يتطلب مستوًى مختلفًا من التفكير، وأنه قبل أن يصبح شيء ما طفرة قد يبدو بعيد المنال. هؤلاء من يتولون المشكلات الكبيرة المعقدة التي تبدو غير قابلة للحل.

فيبدأون بورقة خالية ويكتبون كل فكرة يصلون إليها؛ حتى يتوصلوا إلى فكرة يعتقدون أنها قابلة للتحقيق – وهو ما قد يبدو غريبًا للآخرين. ومن ثم، يبدأون بالتفكير في خطوات تنفيذ تلك الخطة؛ فيعلمون أنه كما قال ألبرت أينشتاين: «لا يمكننا حل مشكلاتنا بذات مستوى التفكير الذي تسبب فيها».

بالنسبة إلى مراكز العلوم والتكنولوجيا هناك عديد من التحديات الكبرى: التغيير الديموغرافي، وجيل جديد من الجمهور، والنمو الهائل والسريع للتكنولوجيا، والولوج السهل للتكنولوجيا الشخصية المتقدمة، والاعتداء على المناخ، والحاجة إلى قوة عاملة حاصلة على تعلم العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، والسرد الخاطئ للعلوم والخبرات. فلدى كثير من المراكز العلمية خطط للمعارض، والبرامج، والبنايات التي ستفتح خلال الثلاث أو الخمس سنوات القادمة، وسيكون من المفيد جدًّا النظر في البيئة المجتمعية والتكنولوجية التي ستحتاج إلى العمل فيها؛ حيث ستكون مختلفة تمامًا عن تلك التي تعمل فيها اليوم. وعند فحص التغيرات المحتملة، من المفيد ألا تنظر فقط في التحديات، بل أيضًا في الفرص.

لمواجهة تلك التحديات والاستفادة من الفرص الجديدة، ستحتاج المراكز العلمية إلى مراجعة الأفكار الجريئة جدًّا التي قد تكون مثل الانطلاق إلى القمر؛ أفكار قائمة على الطفرات وليس التغير التدريجي. وهذا لإنتاج تحول في الجمود في كيفية عمل المراكز العلمية وأنواع العروض التي من شأنها خدمة الجمهور بشكل أفضل في المستقبل القريب والبعيد.

يتطلب هذا النوع من التجارب شجاعة المؤسسة؛ فليس من السهل على عديد من المؤسسات دفع نفسها خارج حدودها الآمنة والمريحة. وتذهب الأهداف الطموحة أبعد من تلك التي تبني على أفكار وبرامج موجودة فقط؛ فإذا لم تفعل، هل تعد تلك أهدافًا طموحة، أم تدرجًا افتراضيًّا فحسب؟

يعني توليد الأهداف الطموحة تجاوز ما تعتقده ممكنًا أو يمكن التحكم به؛ فيعني عدم الارتياح المصاحب لمستوى أعلى من المخاطرة. عبر عن هذا بشكل أفضل الكاتب ورائد الأعمال سيث جودين عندما قال: «إن أخطر شيء يمكنك فعله هو اللعب بأمان»؛ ما يطرح السؤال: كيف تولد المراكز العلمية أفكارًا لأهداف طموحة وتنفذها؟ في «يونيفايد فيلد» Unified Field، وهي شركة برمجيات تفاعلية للوسائط المتعددة ومقرها مدينة نيويورك، هناك عدد من الطرق التي يمكننا من خلالها التفكير مع عملائنا من مراكز العلوم. انظر إلى بعض الأمثلة على تلك التمارين فيما يلي.

هذه فقط بعض الوسائل لتوليد أفكار لأهداف طموحة؛ سيكون توليدها والعمل عليها مفيدًا للغاية لمراكز العلوم بينما تخطط للمستقبل وتبنيه. بالنسبة إلى مراكز العلوم، فإن السعي وراء أفكار الأهداف الطموحة يعني الاستفادة من المستوى العالي من الثقة لديها لإنتاج تحولات إيجابية قابلة للقياس في الثقافة من خلال تطوير أنواع جديدة من البرامج والتجارب التي ستكون ذات أهمية وقيمة كبيرة للجماهير التي تخدمها – ولصالح الوصول إلى تلك الجماهير

التي لا تحظى حاليًّا بخدمة كافية. قد تشمل هذه البرامج والمعروضات منصات مشتركة، والبيانات الضخمة، والتقنيات، والشبكات، والشراكات الاستراتيجية لمراكز العلوم والتكنولوجيا؛ للتركيز بشكل أكثر فاعلية من حيث التكلفة على البرامج والمعروضات الأعلى قيمة. وسيسمح هذا لمراكز العلوم والتكنولوجيا بجميع أحجامها بامتلاك الأدوات والموارد التي تحتاجها للمساعدة في مواجهة التحديات العالمية التي نواجهها جميعًا معًا.

من المهم أن نتذكر أنه في أثناء عملية التغيير قد تقود الخطوات الصغيرة والعضوية إلى رؤية أكبر، ولكن من الأفضل أن نهدف إلى ما هو أعلى ونخطئ من أن نهدف إلى ما هو أقل ونصيب. ما أفكار الأهداف الطموحة لديك؟


 

خرق الافتراضات

طرح الأسئلة لتحفيز النمو.

التوصيف

في كل مؤسسة هناك مجموعة من المعتقدات أو الافتراضات الراسخة غير المعلنة: نهج «هكذا نفعل الأشياء هنا»؛ فنميل إلى التقيد بأنماط التفكير والتصرف التي تُصعِّب التفكير الإبداعي. وتعني الطبيعة المتسارعة للتغيير في سوق تنافسي أننا لم نعد نمتلك رفاهية الاحتفاظ بالأشياء على حالها؛ فالتفكير والإبداع عاملان أساسيان للنمو. ولأن المنظور هو كل شيء، فمن المهم الابتعاد عن أي تحدٍ نواجهه وطرح بعض الأسئلة المهمة حول افتراضاتنا. فعلى سبيل المثال، أحد الافتراضات الشائعة أنه من المستحيل عمل شيء معين ضمن قيود الوقت والميزانية المتاحة؛ وافتراض آخر هو أن شيئًا ما يعمل بسبب قواعد أو شروط معينة.

النشاط

• ارسم ثلاثة أعمدة بعناوين: الافتراضات، والحقائق، والبدائل.

• اكتب هدفًا واحدًا أو مشكلة واحدة في كل عامود.

• ضع خطًّا تحت كل كلمة تشير إلى افتراض أساسي.

• ضع قائمة مطابقة للحقائق.

• أنشئ قائمة بالافتراضات.

• ناقش البدائل الممكنة.

 

الفكرة الأسوأ على الإطلاق

تجتذب الأضداد لإشعال فتيل الابتكار.

التوصيف

التفكير في الأضداد هو استراتيجية فعالة للغاية لتوليد الأفكار الأصلية. فقد تحتوي عديد من الأفكار السيئة أيضًا على بذور أفكار جيدة، لذا فإن التفكير في عكس ذلك قد يولد روابط مفاجئة أو غير متوقعة. في معظم الأوقات، عندما نكلف بمهمة أو قائمة أشياء يجب عملها، فإننا نميل إلى القفز مباشرة لمعرفة كيفية عملها بالشكل الأفضل. ومحاولة التفكير بهذه الطريقة تضع ضغطًا لا داعي له «لعمل الشيء بشكل صحيح»؛ ما يخنق الإبداع وقد يجعلنا نتجاوز ما قد تكون الحلول المثالية. في البحث الإبداعي، يُطلق على التعامل مع الأضداد «التفكير اليانوسي»، تيمنًا بإسم الإله الروماني يانوس، والذي كان له وجهان ينظران في اتجاهين متعاكسين. والتفكير اليانوسي هو القدرة على تخيل فكرتين، أو مفهومين، أو صورتين متعارضتين أو متناقضتين موجودتين في الوقت نفسه. يمكن أن ينتج عن عمل الأشياء بشكل مختلف بعض الأفكار الأكثر ذكاءً تؤدي إلى اكتشافات مفاجئة. الهدف من هذا النشاط توليد أفكار أصلية.

النشاط

• اختر سيناريو.

• اكتب أسوأ 20 طريقة ممكنة لتنفيذه (سيئة، غير فعالة، غبية، غير قانونية، أو مقرفة).

• تشارك الأفكار لترى إذا كنت تستطيع الإتيان بأفكار أسوأ.

• حول تلك الأفكار الشنيعة إلى أخرى جيدة بالتفكير في عكسها.

• استخرج قائمة الأفكار للعمل عليها.

 

الحدس الدلالي

إنها أكثر من مجرد دلالات.

التوصيف

ابتكر هذه الوسيلة هيلموت شليكسوب، وهو مهندس ومفكر إبداعي في الفرع الألماني من «باتيل» Battelle للأبحاث والتكنولوجيا ومقرها كولومبوس بولاية أوهايو. ويستخدم الحدس الدلالي تقنية تجميع الكلمات؛ حيث يتوصل المشاركون إلى اسم فكرة أولًا، ثم يستخدمون الاسم لمعرفة ما قد تكون عليه الفكرة الجديدة. باستخدام الأفكار الناتجة عن التمرين السابق كنقطة انطلاق، يجب على المشاركين الخروج بثلاثة عناوين مختلفة للعمل عليها. يجب أن تتكون الأسماء من ثلاث كلمات على الأكثر، وأن تضم على الأقل صفة واحدة واسمًا واحدًا. يمكن تصميم الأسماء كلعبة، أو لوحة مزاجية، أو عنوان كتاب. بمجرد نشر الأسماء، يمكن للمشاركين استخدام مجموعة الأفكار التي أنشئت في التمرين السابق.

النشاط

• أنشئ اسمًا للعبة أو لوحة مزاجية أو عنوان كتاب يتضمن صفة واسمًا.

• اختر أفضل الأفكار وأكثرها إبداعًا أو قابلية للتنفيذ.

• اختر الأفكار التي تناسب الأسماء.

• انتهي من الاختيارات.

 


إيلاي كولسانسكي (ekuslansky@unifiedfield.com) شريك مؤسس وكبير الاستراتيجيين في يونيفايد فيلد، شركة برمجيات تفاعلية للوسائط المتعددة في مدينة نيويورك.